responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه    الجزء : 1  صفحة : 231
بعدما شاع بينهم خبر مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أمَّا النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان كالليث يقاتل بين الصفوف، وكان أولُ من عرف بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ هو كعب بن مالك - رضي الله عنه - فنادى في المسلمين يبشرهم فأمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالسكوت لئلا يفطن له المشركون [1].
وظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقاتل وحوله فئةٌ قليلة من الصحابة رضوان الله عليهم صمدوا معه يدافعون عنه - صلى الله عليه وسلم -.
وقد تفطن المشركون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيٌ لم يُقتلْ فتكاثروا عليه يريدون قتله.
وكان حول النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة من الصحابة سَبْعَةٌ مِنْ الْأَنصَارِ، واثنان من المهاجرين، فَلَمَّا رَهِقُوهُ [2] قَالَ: "مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ- أَوْ هُوَ رَفِيقِي في الْجَنَّةِ-"، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا فَقَالَ: "مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ- أَوْ هُوَ رَفِيقِي في الْجَنَّةِ-"، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ من الأنصار، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِصاحِبَيْهِ: "مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا" [3].

[1] صحيح: أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 201، وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وقال: صحيح.
[2] أي: قربوا منه - صلى الله عليه وسلم -.
[3] صحيح: أخرجه مسلم (1789)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة أُحُد.
وكان هذا الدفاع من هؤلاء الأنصاريين السبعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لحبهم الشديد له - صلى الله عليه وسلم - أولاً وايثاره على أنفسهم، ثم لما عاهدوه عليه الصلاة والسلام عند بيعة العقبة وأنهم يمنعونه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا" قال النووي رحمه الله: الرواية المشهورة فيه (ما أنصفنا) بإسكان الفاء، و (أصحابنا) منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء=
اسم الکتاب : الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية المؤلف : أبو أسماء محمد بن طه    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست