ولا يخلو التمادح والثناء على الناس من فوائد، ففيه استنهاض للهمم وتذكير بحق الله بالحمد والشكر على نعمة الذكر الحسن والشهادة الصادقة من المؤمنين، فعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أريت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «تلك عاجل بشرى المؤمن» [1].
قال النووي: "قال العلماء: معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه، ومحبته له، فيحببه إلى الخلق ... هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم" [2].
وهكذا فإن مدح الإنسان في وجهه جائز، إذا أُمنت غائلة هذا المدح، وانضبطت بالضوابط التي وضعها النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتي تجنب هذه الظاهرة ما تستخره من الفتنة والغرور وفساد قلبه.
وقد استحب العلماء لمن مُدح أن يتواضع لله، وأن يستشعر ضعفه وتقصيره، حتى لا يغلب عليه الكبر والعجب، [1] أخرجه مسلم ح (2642). [2] شرح النووي على صحيح مسلم (16/ 189).