المبحث الأول: آداب الممادحة
مما شاع بين الناس اليوم تمادحهم في المجالس وعلى صفحات الجرائد وفي شاشات الفضائيات، وهذا التمادح بعضه بحق، وكثير منه جاوز الحق وجافاه.
وبداية نقول بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مُدح في وجهه، ومدَح هو بعضَ أصحابه في وجوههم، مما يدل على جواز المدح، إذا أُمنت الفتنة منه على الممدوح.
ومن صور ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف يوماً بين أصحابه، فقال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة».
قال أبو بكر - صلى الله عليه وسلم -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعم وأرجو أن تكون منهم» ([1])، [1] أخرجه البخاري ح (1897)، ومسلم ح (1027).