اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 154
قال: فما أصابت رجلًا منهم حصاة إلا قد قتل يوم بدر كافرًا [1]. وهذه الحادثة قد تكررت ليلة الهجرة وكان رسول الله يذكر ما لاقاه من أذى قريش -قبل أن ينال الأذى أحدًا من أتباعه- يقول: "لقد أُخفتُ في الله عز وجل وما يُخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال [2].
اضطهاد قريش للمسلمين:
لم يقتصر أذى قريش على الاتهام الباطل، والتكذيب السافر والسخرية المرة، والأذى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل تصاعد إلى ذروة العنف وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين. فنكلت بهم لتفتنهم عن دينهم، ولتجعلهم عبرة لسواهم، ولتنفس عن غضبها بما تصبه عليهم من العذاب.
قال عبد الله بن مسعود -وهو شاهد عيان-: "أول من أظهر إسلامه سبعة، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمار، وأمه سُميّة، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمنعه الله بعمه أبي طالب. وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه.
وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه [1] مسند أحمد 1/ 303، 368 بإسنادين صحيحين كما قال أحمد شاكر في حاشية مسند أحمد 4/ 269، 5/ 163 وانظر مستدرك الحاكم 3/ 157. [2] مسند أحمد 3/ 286 وسنن الترمذي 4/ 645 وقال: هذا حديث حسن غريب، وفي تحفة الأشراف 1/ 123 وتحفة الأحوذي 3/ 309 قال: حسن صحيح. وصححه الألباني: صحيح الجامع 5001 ومشكاة المصابيح 3/ 1446.
وأما حديثه -صلى الله عليه وسلم- مع وفد ثقيف عن أذى قريش له في مسند أحمد 4/ 343 فإسناده ضعيف فيه عثمان بن عبد الله بن أوس انفرد ابن حبان بتوثيقه وقال ابن حجر: مقبول (تقريب 384) وفيه عبد الله بن عبد الطائفي فيه ضعف ويعتبر بحديثه (تهذيب التهذيب 5/ 299).
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 154