responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 129
ذلك الآية {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [1] وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف يأتيك الوحي؟ فأجاب: أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس - وهو أشده علي - فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول [2].
وكان الوحي يأتيه في اليقظة كما تدل الأحاديث الصحيحة [3].
لقد استغرق نزول الوحي ثلاثاً وعشرين سنة، منها ثلاثة عشر عاماً بمكة وهذا هو المشهور [4] وعشر سنين في المدينة وهو المتفق عليه [5].
إن ظاهرة الوحي معجزة خارقة للسنن الطبيعية، حيث تلَّقى النبي صلى الله عليه وسلم كلام الله (القرآن) بواسطة الملاك جبريل (عليه السلام) وبالتالي فلا صلة لظاهرة الوحي بالإلهام أو التأمل الباطني أو الاستشعار الداخلي، بل إن الوحي يتم من خارج الذات المحمدية المتلقية له، دون أن يكون لرسول الله أي أثر في

[1] طه 114.
[2] صحيح البخاري 1/ 2، 3 وصحيح مسلم 4/ 1816، 1817.
[3] صحيح البخاري 1/ 2، 3 وصحيح مسلم 4/ 1816، 1817 وقد ورد في مرسل عبيد بن عمير ومرسل الزهري أنه جاءه في المنام أولا ثم باليقظة (السيرة النبوية لابن كثير 1/ 387 وعيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 89) وهذه المراسيل واهية لا يثبت بها الخبر.
[4] صحيح البخاري 4/ 238 وصحيح مسلم 4/ 1825، 1826 كلاهما عن ابن عباس ومستدرك الحاكم 3/ 2 بإسناده إلى علي رضي الله عنه وصححه ووافقه الذهبي ووردت روايات صحيحة أخرى عن ابن عباس أنه أقام بمكة بعد البعثة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وورد خمس عشرة سنة (صحيح البخاري 4/ 164، 165 وصحيح مسلم 4/ 1824، 1825، 1827) فإذا لاحظنا أن فتور الوحي دام قرابة ثلاث سنوات فربما يكون ابن عباس حذفها عندما قال عشر سنين.
وقد رجح ابن حجر رواية ابن عباس أنها ثلاث عشرة سنة على روايته خمس عشرة سنة وقال: "إن إقامته بمكة ثلاث عشرة هو قول الجمهور وهو المشهور، ومن روى عنه ما يخالف ذلك جاء عنه المشهور، وهم ابن عباس وعائشة وأنس ثم نقل الرأي المشهور عن معاوية، وبه جزم ابن المسيب والشعبي ومجاهد، وقال أحمد: وهو الثبت عندنا. (فتح الباري 8/ 151).
[5] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/ 89.
اسم الکتاب : السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية المؤلف : العمري، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست