responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 648
بعير، وعادوا إلى المدينة [1].
ومن أبرزها أيضا سرية محمد بن مسلمة الأنصاري إلى ذي القصة [2] لإرهاب بني ثعلبة وعُوال ومنعهم من الإغارة على سرح المدينة، وفي شهر ربيع الثاني سنة ست من الهجرة خرج محمد بن مسلمة في عشرة من المسلمين حتى وردوا عليهم ليلاً فأحدق بهم القوم وهم مائة رجل، فتراموا ساعة من الليل، ثم حملت عليهم الأعراب بالرماح فقتلوهم, ووقع محمد بن مسلمة جريحًا، ولم يتمكن من العودة إلا بعد أن مرَّ به رجل من المسلمين، فحمله حتى ورد به المدينة [3].
وعلى الأثر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا إلى منازلهم، فلم يجدوا واحدًا، ولكنهم غنموا بعض نعمهم فساقوها وعادوا بها إلى المدينة [4].
وفي شهر جمادى الأولى من السنة نفسها، كانت سرية زيد بن حارثة الثانية إلى العيص [5] في سبعين ومائة راكب، لاعتراض قافلة لقريش كانت مقبلة من الشام فأدركها وأخذها وما فيها, وأسر بعض أفرادها، كان منهم أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله، وأمه هالة بن خويلد أخت خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمغيرة بن معاوية بن أبي العاص [6]. وفي شعبان سنة ست من الهجرة خرجت سرية بقيادة علي بن أبي طالب لتأديب بني سعد بن بكر الذين جمعوا الناس لإمداد يهود خيبر، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائة من المسلمين، فأغار عليهم، وغنم بعض نعمهم وعاد بها إلى المدينة [7].
كانت هذه السرية تأديبًا لكل من تسول له نفسه مساعدة اليهود في بغيهم المتوقع، حيث علمت تلك القبائل أن عين المدينة يقظة لكل ما يدور حولها، وأن جميع التحركات كانت تحت المراقبة [8]. فقد تميزت الدولة الإسلامية بدقة رصدها لأعدائها، وهكذا يكون التخطيط الحربي السليم، وذلك بقطع الطريق على تجمع الأعداد الكبيرة حتى بالإمدادات الصغيرة [9].
إن حركة السرايا والبعوث التي كان يقودها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترشد المسلمين إلى أهمية

[1] تاريخ الطبري (2/ 640).
[2] ذو القصة، موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا في طريق الربدة.
[3] انظر: التاريخ السياسي والعسكري، ص328.
[4] الواقدي (1/ 551).
[5] العيص: بينها وبين المدينة أربع ليال.
[6] انظر: محمد رسول الله، محمد رضا، ص245، 246.
[7] انظر: التاريخ السياسي والعسكري، ص330.
[8] انظر: من معين السيرة، ص325.
[9] انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/ 189).
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 648
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست