responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 274
فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافاً [1] يتساوكن هُزلا [2] ضحى، مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد، والشاة عازب حيال [3] ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك، من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي يا أم معبد قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة [4]، أبلج الوجه ([5]
حسن الخلق، لم تعبه نحلة [6] ولا تزر به صعلة [7] وسيم [8]، في عينيه دعج [9]، وفي أشفاره وطف [10]، وفي صوته صهل [11] وفي عنقه سطع (12)
وفي لحيته كثاثة، أزج [13]، أقرن [14]، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما [15] وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل لا هذر ولا نزر [16]، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربع [17] لا يأس من طول [18] ولا تقتحمه العين من قصر [19] غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال استمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود [20]، محشود [21]، لا عابس ولا مُفنَّد [22].
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد

[1] عجافا: ضد السمن، وهو جمع عجفاء وهي المهزولة.
[2] يتساوكن هزلا: يتمايلن من الضعف.
[3] عازب: بعيدة المرعى لا تأوي إلى البيت إلا في الليل، حيال: لا تحمل.
[4] ظاهر الوضاءة: ظاهر الجمال والحسن
[5] أبلغ الوجه: مشرق الوجه مضيئه.
[6] نحلة: من النحول والدقة والضمور، أي أنه ليس نحيلا.
[7] صعلة: صغر الرأس وهي تعني الدقة والنحول في البدن.
[8] وسيم: الوسيم المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له سمة.
[9] دعج: شديد سواد العين في شدة بياضها.
[10] في أشفاره وطف: الشعر النابت على الجفن فيه طول.
[11] صهل: كالبحة وهو ألا يكون حاد الصوت.
(12) سطع: طول العنق.
[13] أزج: دقيق شعر الحاجبين مع طولهما.
[14] أقرن: متصل ما بين حاجبين من الشعر، أو مقرون الحاجبين.
[15] سما: علا برأسه، أو بيده وارتفع.
[16] لا هذر ولا نذر: الهذر من الكلام ما لا فائدة فيه والنزر: القليل.
[17] رَبْع: ليس بالقصير ولا بالطويل.
[18] لا يأس من طول: لا يجاوز الناس طولا.
[19] لا تقتحمه العين من قصر: لا تزدريه ولا تحتقره.
[20] محفود: مخدوم.
[21] محشود: يجتمع الناس حواليه.
[22] لا عابس ولا مفند: ليس عابس الوجه ولا مفند: ليس منسوباً إلى الجهل وقلة العقل.
اسم الکتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست