اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 654
وَقَبْضِ الْعِلْمِ [1] .. وَظُهُورِ الْفِتَنِ وَالْهَرْجِ [2] .. وَقَالَ [3] :
«وَيْلٌ [4] لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ» . وَأَنَّهُ [5] زُوِيَتْ [6] لَهُ الْأَرْضُ فَأُرِيَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا. وَسَيَبْلُغُ مُلْكُ أمته ما زوي له منها..
ولذلك كَانَ امْتَدَّتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ مَا بَيْنَ أَرْضِ الْهِنْدِ أَقْصَى الْمَشْرِقِ إِلَى بَحْرِ طَنْجَةَ [7] حَيْثُ لَا عِمَارَةَ [8] وَرَاءَهُ وَذَلِكَ مَا لَمْ تملكه [1] الحديث «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من العباد ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» كما رواه أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة. [2] الهرج بفتح الهاء فسكون الراء فجيم قيل لغة حبشية ومعناها القتل وأصل معناه لغة الكثرة وقد ورد في الحديث روي في الصحيحين عن أبي هريرة «يتقارب الزمان بقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشج ويكثر الهرج قالوا وما الهرج قال القتل» [3] كما في حديث الشيخين عن أم المؤمنين زينب والحديث: أوله قالت زينب رضي الله تعالى عنها استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه وهو يقول: «لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج بمقدار هكذا. [4] ويل: كلمة تفجع وتعجب فتعجب النبي صلّى الله عليه وسلم مما ينالهم من المشقة والهلاك بفتن تقع بين المسلمين كقطع الليل المظلم. [5] فيما رواه مسلم عن ثوبان. [6] زويت: بالبناء للمجهول اي جمعت وضم بعضها لبعض حتى يصير في محل يحيط به الناظر اليه سريعا أي أراه الله جميع ذلك [7] طنجة: بفتح طاء مهملة وسكون نون وفتح جيم مدينة مشهورة بساحل بحر المغرب وطنجة لفظ بربري وهي مدينة عظيمة فتحت في الاسلام ثم استولى عليها الصليبيون في سنة (807 هـ) بعد قتال عظيم فلما رأى المسلمون أن لا معين لهم ولا مغيث سلموها لهم ولم تزل الصليبية ظاهرة ثمة حتى تملكت أكثر البلاد فعاد الاسلام غريبا كما بدا ودفنت آثار الحضارة الاسلامية التي لا تزال واضحة في بعض معالم المدينة الأثرية. [8] عمارة: بكسر العين أي بلاد معمورة.
اسم الکتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 654