الفصل الخامس
الإسلام هو حامي العلم والعلماء
شرح فضيلة العلم وذكر أدلة شرفه في العصر الحاضر تحصيل حاصل، لأن جميع الأمم والدول في العالم في هذا العصر اعترفت نظريا وعمليا بأن العلم لا تساويه صفة إنسانية أخرى، لكن حينما بدأ الإسلام في الحجاز والجزيرة العربية كان العالم كله غافلا عن سر فضيلة العلم بل جهل العالم الكتابة والقراءة، وكان أهله يفتخرون بهذه الحالة، وكذلك اليهود والنصارى كانوا بعيدين عن الدراسة، والتعليم الذي وجد لدى الأساقفة لم يتجاوز تعلم حروف الإنجيل ولم يدخل فيه الترجمة والتفسير. وبجانب هذا حلت الأساطير محل العلم الحقيقي وكتبت عند اليهود في صورة الرواية ثم اكتسبت منزلة الوحي.
وكانت الهند تحت سيطرة (شري مد بهاكوت) والبرانات الثمانية عشر، وفي حالة أرقى كانت ملحمة (مها بهارت، ورامائن) منتهي العلم، وهكذا كانت حال الصين وإيران، أما أوربا فكانت مسكن الجهل، وجاء الإسلام فحمى العلم وصار مأمن العلماء وملجأهم.
2 - إن كتب الهنادك واليهود مليئة بتقديس الآلهة والملائكة، والإنسان أمامهم دائما يوضع في صورة العابد والناسك، لكن الإسلام أخبر بأن أبا البشر مسجود الملائكة والآلهة أيضا، وسبب ذلك هو تفوقه عليهم في صفة العلم. والتوضيح الذي ورد في سورة البقرة يهدف إلى إبراز فضل العلم نفسه.
وانظروا الآن في تفسير الآية {وما علمتم من الجوارح مكلبين} (المائدة: 4)، إن الكلب الذي كان نجس العين اكتسب منزلة الجارحة الإنسانية في الاصطياد بعد التعلم، ويكون صيده في حكم صيد الإنسان.
وبالتدقيق في المثالين، ونعلم أن الإسلام جعل كلب الصيد مساويا لجارحة الإنسان بالتعليم، وجعل الإنسان مسجود الملائكة بفضل العلم، وهذا يوضح لنا مدى إبراز الإسلام لفضيلة العلم.