قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة: 11).
فالعلم هنا ذكر مع الإيمان في علو المنزلة، وجاء في بداية الوحي القرآني:
{إقرأ وربك الأكرم (*) الذي علم بالقلم (*) علم الإنسان ما لم يعلم} (العلق: 3 - 5).
تدبروا كيف حث الإسلام بأسلوب رزين على العلم، وبين كون القلم ذريعة لنشر العلوم وكون الإنسان قابلا للتعليم وتلقيه العلوم الناشئة المتجددة، وكيف تم ترغيب الإنسان في التزود بالعلوم بعد استخدام وسائل القراءة والتحرير.
والقرآن الكريم بين لنا صفة أدعية بعض الأنبياء فذكر أن نوحا عليه السلام دعا فقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} (نوح: 28).
وإبراهيم عليه السلام دعا فقال:
{واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} (إبراهيم: 35).
ودعا سليمان عليه السلام ربه:
{رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} (ص: 35).
ودعا زكريا عليه السلام:
{رب هب لي من لدنك ذرية طيبة} (آل عمران: 38).
ولكن نبينا محمدا (ص)، الذي هو خلاصة الكون وسيده، دعا الله تعالى دعاء مزيدا جامعا فقال (ص): {رب زدني علما} (طه: 114).
وبذلك يتبين أن درجة العلم أعلى من جملة النعم، والنبي (ص) لقب في القرآن بخاتم النبيين ورحمة للعالمين. وبجانب ذلك وصف الله رسوله فقال: {ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} (البقرة: 151). والآيتان تدلان بوضوح على فضل العلم.
فلا شك أن الإسلام علم العلوم عامة، وهو الذي بلغ بصدر رحب علوم السابقين