وهكذا ورد في حديث البيهقي وأبي نعيم اسم مصر صراحة [1].
التنبؤ بقطع البلاد المفتوحة علاقها مع الجزيرة العربية
روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص):
((منعت العراق درهما وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر أردبها ودينارها [2]، وعدتم من حيث بدأتم)) [3].
قال يحيى: خرج لفظه على لفظ الماضي لأنه ماض في علم الله عز وجل، وفي إعلامه بهذا قبل وقوعه ما دل على إثبات نبوته [4].
والحديث المذكور إخبار عن الزمن الذي انقضى فيه عهد الخلافة الراشدة في المدينة المنورة، وقامت الدولة الأموية في دمشق، فلم يكن المال يأتي إلى الحجاز من تلك البلاد في صورة النقود ولا الحبوب. وهذا التنبؤ لا يزال صادقا منذ اثنى عشر قرنا.
التنبؤ بسوار كسرى يلبسه سراقة الأعرابي
روى البيهقي من طريق ابن عتبة قال قال النبي (ص) لسراقة:
((كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟)) [5].
وفي رواية أخرى للبيهقي أن عمر الفاروق أتى بسواري كسرى (من غنائم إيران) فألبسهما سراقة بن مالك فبلغا منكبيه فقال الحمد لله، سواري كسرى بن هرمز في يدي [1] دلائل النبوة للبيهقي 6/ 322. [2] القفيز: مكيال معروف لأهل العراق؛ قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك، والمكوك صاع ونصف (2 ونصف رطل أو رطلان) وهو خمس كيلجات. والمدي: على وزن قفل، مكيال معروف لأهل الشام، قال العلماء: يسع خمسة عشر مكوكا. والإردب: مكيال معروف لأهل مصر يسع أربعة وعشرين صاعا. [3] مسلم 4/ 2220 رقم 2896. [4] دلائل النبوة للبيهقي 329/ 6 ونسب فيه هذا القول إلى أبي عبيد الهروي، وهو القاسم بن سلام (ت 224 هـ). [5] الخصائص الكبرى 113/ 2، ودلائل النبوة للبيهقي 325/ 6.