التنبؤ بفتوح البلدان
4 - أخرج البيهقي وأبو نعيم عن البراء بن عازب الأنصاري قال: لما كان حين أمرنا رسول الله (ص) بحفر الخندق، عرض لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إلى النبي (ص)، فلما رآها أخذ المعول وقال:
((بسم الله)) وضرب ضربة فكسر ثلثها فقال: ((الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله)) ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال: ((الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض)) ثم ضرب الثالثة فقال: ((بسم الله)) فقطع بقية الحجر فقال: ((الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة)) [1].
وجاء هذا التنبؤ حينما هاجمت جيوش الكفار المدينة، وكان العمل يجري في حفر الخندق اتقاء منهم، والإخبار عن فتح تلك البلاد العظيمة في حالة الضعف هذه لا يكون إلا من نبي الله، وقد صدق الله تعالى هذا التنبؤ تماما.
التنبؤ بفتح مصر
5 - قال النبي (ص): ((إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما، إذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرج منها)).
كان أبو ذر رأى فتح مصر وسكن بها وقال عن خروجه منها: فرأيت عبد الرحمن ابن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها [2].
وقد ورد شرح قوله ((ذمة ورحما)) في حديث كعب بن مالك أخرجه البيهقي وأبو نعيم: بأن أم إسماعيل كانت منهم أي من مصر وقال الزهري: من الناس من يقول: هاجر كانت قبطية هي أم إسماعيل. ومن الناس من يقول: مارية أم إبراهيم قبطية، [1] دلائل النبوة للبيهقي 3/ 421، وانظر تحفة الأشراف 2/ 65. [2] مسلم 4/ 1970 رقم 2543.