responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 723
والفضة والعشب والرزق والفواكه والبيوت والقصور، كل ذلك من التراب؛ والإنسان إن لم يكن من التراب لم تكن له هذه الحقوق فيه.
أليس لمعان البرق آية؟ الجو صاف في النهار، والهواء ساكن، فمن يسكن الهواء ويأتي بريح أخرى من ناحية مقابلة مع السحب فتخفي الشمس ويظلم الجو وتتصادم السحب ويصدر عنها أصوات الرعد، كأن عشرات من الأسود تزأر، فيخاف الصغار، ويرجع الناس إلى بيوتهم تاركين نشاطهم وعملهم، وإذا البرق يلمع فيضيئ مئات الأميال، فيخاف المسافر، ويفرح الفلاح ويرجو الخير فالسماء ستمطر والأرض ستنبت، وبذلك تقضي حاجاته في الدنيا؟
شيء واحد أحدث آثارا مختلفة. فالبرق نفسه يسبب الإرسال السلكي واللاسلكي، وهو يستخدم في الأشعة فيظهر أعصاب الجسم وعظامه المختفية وراء اللحم، ومن يدري ما هي الأوجه الأخرى التي يبدو فيها أثر البرق، وما هي العلوم التي يتجلى فيها البرق آية؟
أليس قيام هذه الأرض آية؟ إن كانت حقيقة الأرض أنها قطعة منفصلة عن الشمس، فكونها في الماضي جزءا من الشمس، وكونها على هذا الأساس حامية مضيئة، آية دون شك، ثم تحولها من الحرارة والضوء وظهورها في صورة مختلفة أخرى آية أخرى دون شك. فهل هذه الآية أقل من آية الثعبان والعصا؟
أليس وجود العالم العلوي وقيامه آية؟ أليس وجود مئات من الثوابت والسيارة وقيامها وسيرها بنظام منضبط، ثم تغير المواسم واختلاف الليل والنهار آية؟
نعم، كل مظهر من مظاهر القدرة الإلهية آية، وحينما تعجز أفهام العامة عن فهمها آية، فإن بيان الأنبياء عليهم السلام يوضح لهم كيف تكون هذه المظاهر آية.
وإني لا أتردد في الاعتراف بهذه المعجزات التي ثبتت بالقطع، وإن عجز فهم عالم من العلماء [الطبيعيين] عن إدراك علتها وأسبابها؟
والخواص التي أودعها الله في المخلوقات (غير المادية) يعجز الإنسان عن الإحاطة بها، ولم يدع أيضا أي إنسان ذلك قط.
إن الله تعالى يكشف أسرار الكون لرسله المصطفين، إنهم يعلمون ويخبرون

اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 723
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست