جميع الأنبياء والرسل. وآية القرآن الكريم هذه تعلن أن سيدنا محمدا رسول الله (ص) ختم به النبوة.
وهذا تنبؤ عجيب، وفيه قوة عجيبة من الله تعالى.
انظروا إلى إيران، قد سمع فيها نداء الملك السماوي طوال آلاف السنين المتتالية عشرات من الصلحاء الطاهرين، والهند تدعي بأنها قد وجد فيها منذ ملايين السنوات أشخاص ألقى عليهم الضوء السماوي أنواره، واقرأوا أحوال بني إسرائيل، فقد وجد فيهم مثنى وثلاث ورباع من الأنبياء في وقت واحد، وقد ادعى المصريون والصينيون بأن النبوة والرسالة قد وجدت فيهم منذ مئات السنين، ولكن منذ أن أعلنت آية العنوان ختم النبوة رأينا أن أهل هذه الأديان أيضا أقفلوا أبوابهم. لماذا لا يجلس المجوس الآن أحدا على عرش اسب وزردشت؟! ولماذا لا يسمع أحد من الآريين حرفا من الصوت السماوي؟ ولماذا لا يعترف بنو إسرائيل في أمتهم وبلدهم بنبوة أحد؟
قرائي الأعزاء: هذا كله من تأثير القدرة الإلهية العظيم، فبعد أن جعل الله النبي (ص) خاتم النبيين، أخرج من أفكار أصحاب سائر الأديان وعقولهم فكرة أن يصفوا أحدا منهم بالنبوة والرسالة والإلهام.
وموقف العالمين هذا وميلهم الطبيعي واتجاههم الفطري يبين مدى عناية الله تعالى، بتخصيص هذه الخاصية بالذات المحمدية، ولا يسع أي إنسان غير مسلم أن يدعي أن النبي (ص) قال ذلك لمدح ذاته، وذلك لما يأتي:
أولا: إن الادعاء سهل، ولكن التحكم في الزمن المستقبل صعب، والقرون الأربعة عشر [1] وكذا الموقف الموحد للأديان العديدة يؤيد ما قلنا، والطبيعة إذا أيدت شيئا فلا حاجة فيه إلى التصنع.
ثانيا: لو أراد النبي (ص) مفخرة لنفسه لأمكنه تكريم أتباعه بالنبوة، وإبراز مكانتهم وتعدادهم أكثر من موسى عليه السلام وقد اشتهر لدى العامة أن بعض الصوفية المعلمين ادعى الألوهية، ولكننا نشك في صحة هذه الروايات، ولو ثبت أن أحدا قال: ((أنا [1] في يوم 9 ربيع الأول عام 1347 هـ يتم أربعة عشر قرنا على مولد الرسول (ص) أي تضاف إلى وقت
الهجرة 53 عاما مضت من عمر النبي (ص).