ومهما قال عنه الأعداء إنه سحر أو غير ذلك فإن الواقع يشهد بأن كلامه لم يخرج من فمه إلا وأخذ بمجامع القلوب وتغلغل في النفوس.
وباختصار اعترف العرب بكمال فصاحة النبي وبلاغته، وإذا كان هناك من أنكر نبوته إلا أن أحدا في جزيرة العرب لم ينكر له فصاحته، وقد قلت جزيرة العرب لأن العرب كانت توجد فيهم لهجات مختلفة ولغات متعددة، انظروا حوار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أهل الحجاز ثم حواره مع أهل المدينة وهلم جرا. وكذلك تأملوا الكلمات التي وجهها إلى وائل الكندي وقطن العليمي وطهفة النهدي وأبي ثور بن نمط الهمداني وغيرهم من ملوك اليمن وحضرموت لتعرفوا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان في كل لهجة ولغة بحرا يزخر بالفصاحة ويموج بالبلاغة.
اليسع عليه السلام [1]: اليسع أو يسع هو الذي ورد في التوراة باسم يوشع بن نون.
1 - ووصف اليسع في سورة الكهف بفتى موسى وورد في القرآن ذكر فتى النبي أيضا وهو زيد.
2 - واليسع هو الذي ذكر في هذه الآية: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} (سورة المائدة: 23).
وقد جاء ذكر زيد كذلك في القرآن بهذه الكلمات: {أنعم الله عليه وأنعمت عليه} (سورة الأحزاب: 37).
3 - ورد اسم اليسع في سورة ص، وأخبر الله أنه من الأخيار. وذكر القرآن الكريم نزول الخير على النبي وبالتالي على أمته فقال: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم} (سورة البقرة: 105).
داود عليه السلام: داود عليه السلام هو الذي أعاد لبني إسرائيل عزتهم الضائعة وجعل من اثنتي عشرة أسباطا جماعة واحدة وجاهد الكافرين وحفظ لقومه وبلده العزة [1] توفي يوشع بن نون قبل 1466 سنة من مولد المسيح وعمره 110 سنوات وهو الذي فتح بعد موسى بخمس وأربعين سنة الأرض الموعودة بالخلافة والنبوة. (سفر يشوع 24/ 29).