الإسلام. وقد ذكر الأنبياء السابقون كثيرا عن مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومهجره وصفته ومكارم أخلاقه ومحاسنه مثل إبراهيم ويعقوب وموسى وداود وسليمان ويسعياه ويرمياه ودانيال وحزقى ايل وجلقوق وملاكي ويحيى وعيسى فهؤلاء كلهم نعتوا أوصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في أساليب رائعة. وهذا مما يدل دلالة واضحة على سمو ذكره - صلى الله عليه وسلم -.
وسنذكر التنبؤات المذكورة أعلاه في النهاية من هذا الكتاب مفصلا إن شاء الله.
إلياس عليه السلام: ثبت برواية الإمام البخاري أن النبي إدريس هو إلياس ولذلك يرد ذكره مع إدريس. وقد ثبت من كتاب الله أن إلياس عليه السلام وعظ قومه وكره إليهم عبادة البعل ودعاهم إلى التوحيد.
{إذ قال لقومه ألا تتقون (...) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين} (سورة الصافات: 124، 125).
إن تكذيب الصنم الإله بذكر اسمه يحتاج إلى جرأة وجسارة زائدة لأن ذلك يسبب مواجهته عداء شديد ومجابهة خصومة، وقد شنع النبي - صلى الله عليه وسلم - على آلهة العرب المشهورة بأسمائها وأقام بذلك الحجة على المشركين ودعاهم إلى التوحيد قال تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى (...) ومناة الثالثة الأخرى (...) ألكم الذكر وله الأنثى (...) تلك إذا قسمة ضيزى (...) إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى} (سورة النجم: 19 - 23).
وقد تجشم النبي أنواعا من البلاء والمحن لأنه رفع صوته ضد كثير من الأصنام الآلهة.
نوح عليه السلام: هو أول رسول مرسل من عند الله، ركز جهوده على الدعوة إلى التوحيد وتحمل في سبيل ذلك الشدائد راضيا منشرح الصدو. ورد ذكره في عدة مواضع في القرآن فمنها موضعان ذكر فيهما النبي نوح ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في آية واحدة، وفي كل من الموضعين قدم ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على نوح عليه السلام.
ألف - {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} (سورة النساء: 163).
ب - {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم}. (سورة الأحزاب: 7).