responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 418
أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: هي زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر ابن صبيرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
كانت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت زيد بن حارثة الذي ينتهي نسبه إلى قضاعة ونسب أمه إلى معن بن طي. فكأنه كان نجيب الطرفين. لكن جماعة اختطفته وهو صغير وباعته في سوق الحباشة (القريب من مكة والذي يعقد مرة كل عام) فاشتراه منهم حكيم بن حزام لعمته خديجة الكبرى. فلما تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهبته له فقبضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج حارثة وكعب ابنا شرحبيل بفدائه، وقدما مكة فسألا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخلا عليه وقالا له: جئناك في ابننا عندك فامتن علينا، وأحسن إلينا في فدائه، فرضي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن زيد بن حارثة أبى أن يذهب مع أبيه [1] لكثرة أعطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإحسانه إليه. فلما رأى أبوه أنه حل منه محل الابن ولا يعيش عيشة العبيد انصرف عنه، وكان زيد يدعى زيد بن محمد لحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، وهذه الأمور كلها كانت قبل بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد النبوة كان من بين الأمور التي أصلها في المجتمع تحسين أوضاع العبيد فكان يقول: أيها الناس متى استعبدتموهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
وقد أثبت فعلا أن الاستعباد الزائف لا اعتبار له في الإسلام وأن الرجل لا يكون عبدا لرجل بمجرد أن أخذه قهرا وباعه لغيره بدراهم معدودة. وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضرب لذلك مثلا أعلى، فاقترح بأن يزوج زينب بنت جحش زيد بن حارثة، وكان غرضه من هذا النكاح أن يقضي على ذل العبودية للأبد، وأن لا يحرم أحد من حقوقه الإنسانية المشروعة لمجرد أنه بيع أو اشتري في رمن. أما الذين كانوا يفتخرون بعلو نسبهم وسمو مجدهم فما كانوا ليتفقوا مع المصلح الأعظم - صلى الله عليه وسلم - في هذا الأمر، فقد أبت زينب أن تنكح زيد بن حارثة وأبى ذلك أقرباؤها معها [2]. وقد استمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما أراد من إصلاح وضرب مثلا رائعا حتى أن الله قد أنزل عليه: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} (سورة الأحزاب: 36).

[1] الطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 40 - 41).
[2] سنن الدارقطني. طبع المطبعة الفاروقية بدلهي ([ص:416]).
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست