responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 393
إن المخاطب في هذه الآية من أولها إلى آخرها هم أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولذا يختص خطاب أهل البيت بهن كما اختص بهن خطاب بيوتكن.
ويؤيده سياق الآية - وهو السياق المعجز لآيات القرآن الكريم - كما يؤيده العرف العام، فإن أهل البيت يطلق في العرف العام على الزوجة. ولمزيد من التأييد نوجع إلى القرآن الكريم وننظر هل ورد هذا اللفظ في آي من آياته لزوجة نبي من الأنبياء أم لا؟ في قصة إبراهيم عليه السلام - وهنا نستدل بقصته لأن بينه وبين النبي مشابهة تامة لقوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي} - قال تعالى: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب (...) قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب (...) قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} (سورة هود: 71 - 73).
في هذه الآية خوطبت سارة زوج النبي إبراهيم بأهل البيت [1].
وهكذا يفهم من الآية ما لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من فضيلة عظيمة حيث وعدهن الله بالتطهير، وليعلم بأن كلمة "الآل" و"الأهل" كلمة واحدة، ودليله أن كلمة "الآل" تصغر بالأهيل. والآية المذكورة وإن أريد فيها بأهل البيت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، ولكن كلمة "آل" أو "أهل" ورد استعمالها في الأحاديث الصحيحة بمعنى أوسع وأشمل.
(ألف) ورد استعمال هذه الكلمة أيضا للأزواج. انظر رواية أبي نعيم محمد: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد". ورواية أبي حميد الساعدي: "اللهم صل على محمد وعلى أزواجه".
فالرواية الثانية تفسير للأولى.
(ب) كما ورد استعمالها لبني هاشم وبني المطلب جميعا ممن حرمت عليهم الصدقة.
ففي الحديث: "إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد".
(ج) وأيضا ورد استعمالها لذرية الرسول - صلى الله عليه وسلم -. روى البيهقي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: ... . فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها، ثم لف عليهم ثوبه - وأنا منتبذ - فقال:

[1] ليعلم أن الرجل والمرأة كل منهما يكون صاحب البيت وأهله. وقد ورد في الآية: "عليكم أهل البيت" لأن إبراهيم عليه السلام أيضا داخل فيه.
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست