4 - إذا كان الزوجان مؤمنين مثلما جاء في قوله تعالى على لسان زكريا في شأن امرته: {وكانت امرأتي عاقرا} (سورة مريم: 5).
وفي قصة إبراهيم عليه السلام: {فأقبلت امرأته في صرة} (سورة الذاريات: 29).
ففي الصورة الأولى لم تستعمل كلمة "زوج" لأنه خطاب كريم ولا يستحق أبو لهب أو امرأته هذا الخطاب، كما لم تستعمل في الصورتين الثانية والثالثة، لما في كلمة "الزوج" من مشاكلة ومساواة، والمرأة الكافرة لا تساوي ولا تشاكل رجلا مؤمنا، ولا الرجل الكافر يشاكل أو يساوي امرأة مؤمنة، كما لم ترد في الصورة الرابعة، لأنه قد ورد فيها ذكر حمل أزواج زكريا وإبراهيم عليهما السلام وولادتهن، وذكر هذا الأمر بكلمة "امرأة" أبلغ من ذكره بكلمة زوج، لأن كلمة "الزوج" تطلق على الرجل والمرأة كليهما. وقد ذكر الله امرأة زكريا في آية أخرى بكلمة "الزوج" ليزيل شبهة من قصر فهمه فقال: {وأصلحنا له زوجه} (سورة الأنبياء: 90).
وقال في شأن امرأة إبراهيم على لسان الملائكة:
{رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت}. (سورة هود: 73).
والخلاصة أن التزام الحق تعالى بهذا الأمر في استعمال كلمة "الزوج" وعدم التزامه به في استعمال كلمة "المرأة" يؤيد دليلنا تأييدا كاملا.
ويجب أن نتذكر الآن أن عبارة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وردت في "سورة مريم" مرتين وفي سورة "الأحزاب" أربع مرات. ومن هذا يظهر ما لهن من شرف وفضيلة.
وـ[الفضيلة الثانية]ـ:
قال الله تعالى: {لستن كأحد من النساء} (سورة الأحزاب: 32).
إن كلمة "النساء" تشمل كل فرد من جنس الأنثى ولا تخرج منها شخصية أية امرأة. وزد على ذلك كلمة "أحد" التي تدل في النفي على القطعية كما في قوله تعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} (سورة الإخلاص: 4).
فاستعمال كلمة "أحد" للنفي لا يسع أي استثناء، فثبت أن منزلة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمى وأرفع من منزلة أي امرأة أخرى.