سكينة [1] التي ولدت من بطن الرباب:
لعمرك إني لأحب أرضا ... تحل بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي ... وليس لعاتب عندي عتاب
فلست لهم وإن غابوا مضيعا ... حياتي أو يغيبني التراب
كأن الليل موصول بليل ... إذا زارت سكينة والرباب (2)
وكانت الرباب التي قيلت هذه الأشعار في مدحها وفية للحسين محبة له إذ لم تنكح أحدا غيره بعد شهادته رغم تقدم الكثير من الناس لخطبتها.
روى صاحب الأغاني بسند متصل الأبيات التالية التي قالتها بعد شهادته:
إن الذي كان نورا يستضاء به ... بكربلا قتيل غير مدفون
سبط الرسول جزاك الله صالحة ... عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به ... وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن ... يعنى ويأوي إليه كل مسكين
والله لا أبتغي صهرا بصهركم ... حتى أغيب بين الرمل والطين
كانت شهادة الإمام يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم يوم عاشوراء التي يطلق عليها أيضا الطف. إنا لله وإنا إليه راجعون.
{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (...) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم
= علي بن أبي طالب من المجلس ومعه ابناه حسن وحسين رضي الله عنهم حتى أدركه فأخذ بثيابه، فقال له: يا عم، أنا علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصهره وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا. فقال: قد أنكحك يا علي المحياة وأنكحتك يا حسن سلمى وأنكحتك يا حسن الرباب. وهكذا تزوج الإمام الحسين الرباب. (مختار الأغاني لمحمد بن منظور الإفريقي المصري 5/ 247، 248). [1] سكينة على صيغة التصغير إسمها أميمة أو أمينة. تزوجت أزواجا فتزوجها عبد الله بن الحسن بن علي رضي الله عنه ثم تزوجها مصعب بن الزبير وأصدقها ألفا. وليس صحيحا أن سكينة ماتت في سجن الشام وهي صغيرة.
(2) الأبيات الثلاث الأول نقلا عن "الأغاني" والبيت الرابع من "روض الأنف" للسهيلي.