أنهما حجا عشرين حجة معا ثم حج الحسين خمس حجات وكانت في الغالب بعد وفاة الحسن.
وعن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول: أبصرت عيناي هاتان، وسمعت أذناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بكفي الحسين وقدماه على قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "ترق عين بقة" قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال له رسول - صلى الله عليه وسلم -:
"افتح فاك - فقبله، ثم قال - اللهم أحبه فإني أحبه".
وقد حدث الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وعن الإمام الحسن رضي الله عنه قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافا عن حلية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر. قال الحسن فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه [1].
وروى الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود في "سننه" عن الحسين مرفوعا:
"إن للسائل حقا وإن جاء على فرس".
وكان الإمام الحسين شاعرا، قال الأبيات التالية في زوجته الرباب بنت امرئ القيس الكلبي [2] وبنته [1] شمائل الترمذي ([ص:13]، 14). [2] روى صاحب الأغاني عن عوف بن خارجة المري أنه بينما كنت عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته، إذ أقبل رجل أفحج أجلح أصفر، يتخطى رقاب الناس، حتى قام بين يدي عمر فحياه بتحية الخلافة، فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي؛ فلم يعرفه عمر، فقال له رجل من القوم: بلى هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهلية يوم فلج. قال فما تريد؟ قال: أريد الإسلام. فعرضه عليه عمر رضي الله عنه فقبله، ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة، فأدبر الشيخ واللواء يهتز على رأسه، فوالله ما رأيت رجلا لم يصل لله عز وجل ركعة فقط، أمر على جماعة من المسلمين قبله، ونهض =