واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت وصلى الله على النبي" وفي رواية الحاكم: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وتري.
قال الإمام الترمذي: ولا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت في الوتر شيئا أحسن من هذا.
وكان الإمام الحسن من المبادرين إلى نصرة عثمان، والذابين عنه. ولما قتل أبوه علي رضي الله عنه بايعه أكثر من أربعين ألفا من الشجعان، وكلهم ممن كانوا بايعوا أباه عليا على الموت. وكانوا من قبل أطوع وأحب للحسن، فبقى نحوا من أربعة أشهر خليفة بالعراق وما وراء خراسان. ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه. فلما تراءى الجمعان، رق قلب الحسن فقد علم أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى تذهب أكثر الأخرى، فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه، على أن يشترط عليه أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز ولا أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه، وبعد مراسلات ومناقشات سلم الإمام الحسن رضي الله عنه الخلافة إلى معاوية وكان ذلك في الجامع المسجد بالكوفة في شهر جمادي الأول سنة 41 هـ.
وفي الكوفة أتى الحسن شيخ من الكوفة يسمى أبا عامر سفيان بن ليلى فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين. فقال: لا تقل هذا يا أبا عامر فإني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
وذهب الحسن إلى المدينة المنورة، وحين مرض قال: لقد سقيت السم مرارا، وما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت طائفة من كبدي، فرأيتني أقلبها بعود معي. فقال له الإمام الحسين: يا أخي! من سقاك؟ قال: وما تريد إليه! أتريد أن تقتله؟ قال: نعم. قال: لئن كان الذي أظن فالله أشد نقمة، ولئن كان غيره ما أحب أن تقتل بي بريئا.
حفظ الإمام الحسن بن علي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث رواها عنه، منها حديث دعاء القنوت، ومنها:
"إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة".
وقد روى الإمام أحمد والترمذي والدارمي والنسائي عن الحسن مرفوعا:
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة".