responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 196
شرع صوم رمضان طبقا للتوقيت القمري، لأنه حين يكون نصف العالم شتاء فإن النصف الآخر يكون صيفا، ولما كانت بداية الشهر القمري متغيرة دائما فإن هذا يساوي بين مسلمي العالم جميعا، ولكن لو جعل الصوم طبقا للتوقيت الشمسي لكان مسلمو نصف العالم يتمتعون دائما بسهولة الصوم في الشتاء والنصف الآخر يعانون دائما في فصل الصيف وهذا يتنافى ومبدأ الدين العالمي.
والصوم ليس بالأمر الصعب ولكن الشخص الشهواني الأفكار أو الذي يرى أن غاية الحياة هي الدعة والتنعم هو فقط الذي يرى الصوم أمرا غاية في الصعوبة [1].
إن فرض صوم رمضان في الإسلام، بل وجعله ركنا أساسيا من أركانه يدل على مدى عناية الإسلام بتقوية ملكات الإنسان وطاقاته الإيمانية في مقابل أضعاف العواطف الجسدية والشهوانية.

تحريم الخمر سنة 4 هـ:
من أعظم بركات السنة الرابعة للهجرة إعلان تحريم الخمر: يقول أنس رضي الله عنه بينما كان بعض الناس يجلسون في بيت أبي طلحة أسقيهم الخمر فإذا بالمنادي يعلن تحريم الخمر، فقال أبو طلحة حين سمع ذلك وأخرج من تبقى من خمر فأهرقها، وكانت الخمر تجري في حارات وشوارع المدينة في ذلك اليوم.
واليوم نشطت في مختلف دول العالم جمعيات لمكافحة الخمر، وهذه الأمم جميعها مدينة لتعاليم الإسلام لأنه الدين الذي حرم الخمر قليلها وكثيرها.
لقد سمى الإسلام الخمرة "أم الخبائث" والأثر الذي تتركه الخمر من خلال التجربة والمشاهدة، على جسم الإنسان وسلوكه وأخلاقه، وعلى أمن البلاد ونظمه، وعلى عادات القبائل، وحتى سلوك الجيش فيما يتعلق بالطاعة وكذا القوة، يدل دلالة واضحة على صحة هذه التسمية وبلاغتها.
ويقول بعض من يحاولون إخفاء الحق إن الإسلام يغري الناس بالدخول فيه بتحريك العواطف الشهوانية. وعلى هؤلاء أن يفكروا قليلا كم يكون الدين الذي يحرم

[1] قال المسيح: وأما أنت فمتى صمت فأدهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية (إنجيل متى 6/ 17، 18).
اسم الکتاب : رحمة للعالمين المؤلف : محمد سليمان المنصورفوري    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست