- منذر بن عمرو مع أبي ذر الغفاري.
رضي الله عنهم أجمعين [1].
ولم يشهد العالم نموذجا للأخوة أسمى من ذلك النموذج الذي وجد في الإسلام.
الأذان:
بدأ الأذان في السنة الثانية للهجرة، وقد شعر بضرورته في البداية حتى يجتمع الناس ويصلون في وقت واحد، واستشار النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه حتى يدلوه على الطريقة التي يمكن جمع الناس بها، فقال بعضهم يمكن إشعال النار من فوق مكان عال (كما كان عليه الحال عند المجوس) وقال البعض الآخر يمكن استخدام البوق (كما كان يفعل اليهود) ورأى البعض أنه يمكن استعمال الناقوس (كما كان يفعل النصارى)، فلم يقبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيا من هذه الآراء، وفي اليوم التالي قدم عبد الله بن زيد الأنصاري وعمر الفاروق واحدا بعد الآخر وذكر للنبي أنه سمع في المنام تلك الألفاظ التي تقال الآن في الأذان وهكذا أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينادى بهذه الألفاظ بصوت عال وكانت هذه الألفاظ تحقق رغبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي استهدفها في تشريع الأحكام والأذان هو إعلام بطريقة سهلة بسيطة تتلاءم مع الدين العالمي، وهو في الحقيقة إعلان ونشر لمبادئ الإسلام. إذ يقوم المسلم بإيصال هذه المبادئ إلى آذان سكان كل بلدة وما جاورها، يخبرهم عن طريق النجاة، ولا يمكن لعملية توزيع المنشورات أو النداء بمثل ما ينادى به للاجتماعات أن يصل إلى ما يمكن للأذان أن يحققه من نتائج. فالأذان يبرهن على أن الإسلام فضل الصوت الإنساني على الناقوس والمعدن، وهذا أيضا أسلوب للقضاء على الوثنية ودعم التوحيد.
إسلام سلمان الفارسي:
أسلم سلمان الفارسي في السنة الثانية من الهجرة، وكان من أهل أصفهان، وكانت ديانته القديمة هي عبادة الفرس الأبلق، خرج من بيته بحثا عن الدين الحق، [1] ويرى ابن خلدون وابن تيمية وابن القيم أن المؤاخاة كانت بين مهاجر وأنصاري ولهذا فلا يجوز أن نقول بأن النبي ضم علي بن أبي طالب إلى عقد المؤاخاة لأن عليا كان من المهاجرين إلا أن بقية العلماء لم يروا هذا الرأي وذكروا أمثلة من المؤاخاة ضم أصحابها مهاجرين فقط، وهذا هو الرأي الأرجح وضمن عملية المؤاخاة جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا أخاه، لأنه كان أخاه في القرابة، ولو آخى بينه وبين رجل آخر ليس أخا له في القرابة لنتج عن هذا مشكلات لا حصر لها.