اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 529
السبابة. يرفعها إلى السماء وينكتها [1] إلى الناس: "اللهم اشهد. اللهم اشهد"، ثلاث مرات.
ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات [2]، وجعل جبل المشاة بين يديه [3]، واستقبل القبلة. فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص [4]، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء [5] الزمام. حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله [6]، ويقول بيده اليمنى ([7]) "يا أيها الناس، السكينة السكينة" [8] كلما أتى حبلًا من الحبال [9] أرخى لها [10] قليلًا، حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحدة وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا [11] ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر، وصلى الفجر، حين تبين له الصبح. بأذان وإقامة.
ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام, فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدًّا [12]، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلًا حسن الشعر أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به ظعن بجرين [13]، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع [1] ينكتها: يقلبها ويرددها إلى الناس مشيرًا إليهم. [2] الصخرات: صخرات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات. فهذا هو الموقف المستحب. [3] جبل المشاة: مجتمعهم، وقيل جبل المشاة: ومعناه طريقهم حيث متسلك الرجالة. [4] حتى غاب القرص: حتى غابت الشمس وذهبت الصخرة. [5] وقد شنق للقصواء: ضم وضيق. [6] مورك رحله: هو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدمة الرحل شبه المخدة الصغيرة. [7] ويقول بيده: يشير بيده. [8] السكينة: أي الزموا السكينة. وهي الرفق والطمأنينة. [9] كلما أتى حبلًا من الحبال: الحبل: التل العظيم من الرمل. [10] أرخى لها: أرسل زمام القصواء قليلًا. [11] ولم يسبح بينهما شيئًا: أي لم يصل بينهما نافلة. [12] حتى أسفر جدًّا: حتى قاربت الشمس على الطلوع. [13] مرت به ظعن بجرين: الجمال التي تحمل النساء.
اسم الکتاب : صحيح السيرة النبوية المؤلف : العلي الشبلي، إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 529