اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 176
سبب بيعة الرضوان
في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بضع عشرة مئة من أصحابه إلى مكة لأداء العمرة، معهم الهدْي، فلما علمت قريش بذلك عزمت على منعهم من الدخول، ونزل المسلمون بالحديبية، وبدأت المفاوضات بين الطرفين، وأرسلت قريش أكثر من رسول لثني الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن عزمه، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قريش عثمان بن عفان ليبين لهم أن المسلمين ما جاؤا لقتال، وإنما جاؤا لأداء العمرة فحسب. وأثناء وجود المسلمين بالحديبية دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه للبيعة، فبايعوه تحت شجرة كانت هناك، وأنزل الله فيهم {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} وشهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة بقوله: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة (*) أحد، الذين بايعوا تحتها ([1]) " والحديث بطوله في المفاوضات مع رُسُل قريش في كتب الصحاح والسنن، وكذا في بيعتهم - رضي الله عنهم - للرسول - صلى الله عليه وسلم -، لكن سبب البيعة
(*) روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منّا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله". (6/ 117 فتح). وعن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: "لقد رأيت الشجرة ثم أنسيتها بعد فلم أعرفها". وفي رواية: "أنه كان ممن بايع تحت الشجرة، فرجعنا إليها العام المقبل فعميت علينا". (7/ 447 فتح) قال الحافظ في الشرح: " ... ثم وجدتُ عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه أن قومًا يأتون الشجرة فيصلّون عندها فتوعدهم، ثم أمر بها فقُطعت". (الفتح 7/ 448). قال محمَّد الغزالي: "وقد قطعت الشجرة، ونسي مكانها، وذلك خير، فلو بقيت لضرِبت عليها قبة، وشدت إليها الرحال، فإن الرعاع سراع التعلّق بالمواد والآثار التي تقطعهم عن الله". (فقه السيرة، ص 330). [1] صحيح مسلم، كتاب الفضائل، فضائل أصحاب الشجرة والأشعرين (16/ 58) نووي.
اسم الکتاب : ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية المؤلف : العوشن، محمد بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 176