اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 424
وقد صارع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جماعة غير ركانة، منهم أبو الأسود الجمحيّ، وكان شديدا، بلغ من شدّته أنّه كان يقف على جلد البقرة، ويتجاذب أطرافه عشرة لينزعوه من تحت قدميه، فيتفرّى الجلد، ولم يتزحزح عنه، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المصارعة، ...
(وقد صارع النّبيّ صلّى الله عليه وسلم جماعة غير ركانة؛ منهم) ابنه يزيد بن ركانة؛ قال أبو عمر بن عبد البر: له ولأبيه صحبة ورواية، روى عنه ابناه عليّ، وعبد الرّحمن، وأبو جعفر الباقر.
وأخرج ابن قانع من طريق يزيد بن أبي صالح؛ عن علي بن يزيد بن ركانة: أنّ أباه أخبره أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم دعا ركانة بأعلى مكّة؛ فقال: «يا ركانة، أسلم» .
فأبى، فقال: «أرأيت إن دعوت هذه الشّجرة- لشجرة قائمة- فأجابتني! تجيبني إلى الإسلام؟» . قال: نعم.
فذكر عن ابن عباس قال: جاء يزيد بن ركانة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ومعه ثلثمائة من الغنم، فقال: يا محمّد؛ هل لك أن تصارعني!! قال: «وما تجعل لي إن صرعتك؟» . قال: مائة من الغنم، فصارعه فصرعه. ثم قال: هل لك في العود، قال: «وما تجعل لي؟» قال: مائة أخرى، فصارعه فصرعه، وذكر الثالثة، فقال: يا محمد؛ ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليّ منك، وأنا أشهد أن لّا إله إلّا الله وأنّك رسول الله. فقام عنه ورد عليه غنمه؛ ذكره في «الإصابة» ، قد صارع ركانة وابنه جميعا.
ومنهم (أبو الأسود الجمحيّ) - بضمّ الجيم وفتح الميم ومهملة-؛ نسبة إلى جمح: بطن من قريش، كما قاله السّهيليّ، ورواه البيهقيّ.
(وكان شديدا، بلغ من شدّته أنّه كان يقف على جلد البقرة، ويتجاذب أطرافه عشرة لينزعوه من تحت قدميه، فيتفرّى الجلد) ؛ أي: ينشّق ويتقطّع (ولم يتزحزح) ، أي: يتحرك، (عنه، فدعا) هو (رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى المصارعة؛
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 424