اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 347
وكانت رائحته كرائحة كفّ العطّار، مسّها صلّى الله عليه وسلّم بطيب أم لم يمسّها، وكان يصافح الرّجل فيظلّ يومه يجد ريحها، ويضع يده على رأس الصّبيّ فيعرف من بين الصّبيان بريحها على رأسه.
وكانت رائحته كرائحة كفّ العطّار، مسّها صلّى الله عليه وسلم بطيب؛ أم لم يمسّها) ؛ أي:
الكف، وفيه قلب، إذ الظاهر «مسّ بها طيبا؛ أم لا» ، وهو إشارة إلى أن طيبه ذاتيّ.
روى مسلم في «صحيحه» ؛ عن أنس رضي الله عنه: ما شممت شيئا قطّ؛ مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا مسست شيئا قطّ؛ حريرا ولا ديباجا ألين مسّا من رسول الله صلّى الله عليه وسلم. انتهى.
(وكان يصافح) ؛ أي: يمسّ النبي صلّى الله عليه وسلم بصفحة يده (الرّجل) - وفي رواية:
يصافحه المصافح؛ وهو: من يريد مصافحته- (فيظلّ) - بفتح الظاء المعجمة- (يومه) - منصوب على الظرفية- (يجد ريحها) الطّيبة طيبا خلقيا، خصّه الله به معجزة وتكرمة، فالإضافة عهدية.
وعند الطبراني؛ من حديث وائل بن حجر: كنت أصافح رسول الله صلّى الله عليه وسلم أو يمسّ جلدي جلده فأتعرّفه بعد في يدي؛ وإنّه لأطيب من ريح المسك. وهذا صادق ببقائه أكثر من يوم لم يقيد التعرف بزمن.
(ويضع يده على رأس الصّبيّ) ؛ أيّ صبي كان لا معيّن، (فيعرف من بين الصّبيان بريحها على رأسه) لشدّة فوحه برائحتها الحاصلة بمسّه، والفاء للسببية؛ أي: يعرف أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم مسّه فيميّز من بينهم، وفي رواية «لريحها» - باللام التعليلية- ومعناهما واحد، وفي رواية «من ريحها» ، ويحتمل أنّ ذلك في يومه، وأنّه يستمرّ مدّة طويلة.
وهذا الحديث رواه أبو نعيم، والبيهقي بإسناد ضعيف؛ عن عائشة رضي الله تعالى عنها بمخالفة في آخره، ولفظ عائشة رضي الله تعالى عنها: ويضعها على رأس الصبي؛ فيعرف من بين الصبيان أنّه مسح على رأسه. انتهى.
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 347