اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 69
المبحث الحادي عشر: موت النبي - صلى الله عليه وسلم - شهيداً
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مرضه الذي مات فيه: ((يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام [1] الذي أكلت بخيبر [2] , فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَري [3] من ذلك السم)) [4].
وقد عاش - صلى الله عليه وسلم - بعد أكله من الشاة المسمومة بخيبر ثلاث سنين، حتى كان وجعه الذي قُبض فيه [5]، وقد ذُكِرَ أن المرأة التي أعطته الشاة المسمومة أسلمت حينما قالت: من أخبرك؛ فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الشاة المسمومة أخبرته, وأسلمت وعفا عنها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أولاً، ثم قتلها
بعد ذلك قصاصاً ببشر بن البراء بعد أن مات - رضي الله عنه - [6]، وقد ثبت [1] ما أزال أجد ألم الطعام: أي أحس الألم في جوفي بسبب الطعام. الفتح، 8/ 131. [2] وذلك أنه عندما فتح خيبر أُهديت له - صلى الله عليه وسلم - شاة مشوية فيها سم, وكانت المرأة اليهودية قد سألت: أي عضو من الشاة أحب إليه؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم, فلما تناول الذراع لاك منها مضغة، ولم يسغها, وأكل معه بشر بن البراء فأساع لقمته, ومات منها, وقال لأصحابه: أمسكوا عنها، فإنها مسمومة, وقال لها: ما حملك على ذلك؟ فقالت: أردت إن كنت نبيّاً فيطلعك اللَّه, وإن كنت كاذباً فأريح الناس منك ... )). انظر: فتح الباري، 7/ 197, والقصة في البخاري، برقم 3169, و4249, و5777, والبداية والنهاية لابن كثير، 4/ 208. [3] الأبهر عرق مستبطن بالظهر، متصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه. الفتح، 8/ 131. [4] البخاري مع الفتح، 8/ 131، برقم 4428 وقد وصله الحاكم والإسماعيلي. انظر: الفتح، 8/ 131. [5] انظر: الفتح، 8/ 131، فقد ساق آثاراً موصولة عند الحاكم، وابن سعد. الفتح، 8/ 131. [6] انظر: التفصيل في: فتح الباري، 7/ 497, والبداية والنهاية لابن كثير، 4/ 208 - 212.
اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 69