اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 253
"إنّهُ لَم يَكُن نَبِيٌّ إلاّ وقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدّجّال، ألا وإنّه أعور الْعَيْن الشَّمَالِ. وبِالْيُمْنَى ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ[1]، بَيْنَ عَيْنِيْهِ كَافِرٌ ... "، الحديث.
(183) ولأبِي داود[2]، في سننه، عن عبادة بن الصّامت: إنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- قال:
"إنِّي كُنْتُ حدَّثْتُكم[3] عن الْمسيح الدّجّال؛ حتّى خشيتُ ألا تَعْقِلُوا[4]. إِنَّ الْمسيحَ[5] الدَّجَّالَ قَصِيْرٌ[6] أَفْحَجُ، جَعدٌ أَعْوَرُ،
1 "ظفرة غليظة"، هي بفتح الظّاء والفاء: لَحْمةٌ تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السّواد فَتُغْشِيه. [2] عون المعبود بشرح سنن أبي داود، ج 11، كتاب الفتن، باب خروج الدّجّال، ص: 443. [3] في سنن أبي داود:"إنّي حدّثتكم عن الدّجّال"،بدون ذكر لفظ: كنت، المسيح.
4 "حتى خشيت ألا تعقلوا"، قال الطّيبِي ـ رحمه الله ـ: "أي: حدّثتكم أحاديث شتى، حتى خشيت أن يلتبس عليكم الأمر فلا تعقلوه، فاعقلوه". [5] في السّنن: "إنّ مسيح الدّجّال" بدون الألف واللام. [6] في السنن: "رجل قصير"، هذا يدلّ على قصر قامة الدّجال.
ولا ينافي أنّه أعظم إنسانٍ، كما جاء في حديث تميم الدّاري، وجه الجمع: أنّه لا يبعد أن يكون قصيراً بطيناً عظيم الخلقة، قال القاري: "وهو المناسب؛ لكونه كثير الفتنة، أو أنّ الغظمة مصروفة إلى الهيبة".
(أفحج) كأسود: هو الذي إذا مشى باعد بين رجليه، كالمختتن.
و (جعد) هو من الشّعر، خلاف السّبط، أو القصير منه.
(أعور) إحدى عينيه مطموس العين، أي: ممسوحها بالنّظر إلى الأخرى.
قال في النّهاية: "إنّ الدّجّال مطموس العين، أي: ممسوحها من غير بخص ـ أي قلع العين ـ.
والطّمس: استئصال أثر الشّيء.
والدّجّال سُمِّي بالمسيح؛ لأنّ عينه الواحدة ممسوحة، ويقال: رجل ممسوح الوجه، ومسيح، وهو ألا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلاّ استوى.
اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 253