اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 18
شَر قَدِ اقْتَرَبَ[1]: فُتِحَ اليومَ مِنرَدْمِ[2] يأَجوجَ ومأجُوجَ مِثْلُ هذِه". وحلَّقَ بإِصْبَعَيْهِ3: الإِبْهامِ والتي تَليِها. قالت: فقُلتُ: يا رسولَ الله: أَنَهْلِكُ وفِينَا الصّالِحُون[4]؟ قال: "نَعَمْ إذا كَثُر الْخَبَث " [5]. [1] خصّ العرب بذلك؛ لأنّهم كمانوا حينئذٍ معظم من أسلم. والمراد بالشّرّ: ما وقع بعده، من قتل عثمان، ثم توالت الفتن، حتّى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة، كما وقع في حديث: "يوشك أن تَدَاعى عَلَيْكُم الأمَمُ، كَما تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها".
وأنّ المخاطب بذلك العرب.
قال القرطبي: "ويحتمل أن يكون المراد بالشّرّ: ما أشار إليه في حديث أمّ سلمة: ماذَا أُنْزل اللَّيلَة مِنَ الْفِتَنِ، ومَاذَا أُنْزلَ مِنَ الْخَزَائنِ".
فأشار بذلك إلى الفتوح التي فتحت بعده، فكثرت الأموال في أيديهم، فوقع التّنافس الذي جرّ الفتن، وكذلك التّنافس على الإمرة؛ فإ، ّ معظم ما أنكروه على عثمان تولية أقاربه من بني أُمّيّة، وغيرهم؛ حتّى أفضى ذلك إلى قتله، وترتّب على قتله من القتال بين المسلمين ما اشتهر واستمرّ. [2] الرّدم: السّدّ الذي بناه ذو القرنين.
(وحلق بإصبعيه) أي: جعلهما مثل الحلقة. [4] كأنّها أخذت ذلك من قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} ، [الأنفال، من الآية: 33] . [5] الخبث: بفتحتين. فسر بالزِّنا وبأولاد الزِّنا والفسوق والفجور وهو أولى لأنّه قابله بالصّلاح.
قال ابن العربي: فيه البيان: بأنّ الخيِّر يهلك بهلاك الشّرير، إذا لم يغير عليه خبثه، وكذلك إذا غير عليه، لكن حيث لا يجدي ذلك، ويصر الشّرير على عمله السّيء، ويفشو ذلك ويكثر، حتّى يعمّ الفساد، فيهلك حينئذ القليل والكثير، ثمّ يحشر كل أحد على نيته أ. هـ. فتح الباري جـ 13 ص 109.
اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 18