اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 167
فَعَاثَ يَمِيناً، وَعَاثَ شِمَالاً[1]، يا عبَادِ الله! فَاثْبُتُوا". قلنا: يا رسول الله! وما لُبْثُهُ فِي الأرض؟ قال: "أربعون يوماً: يومٌ كَسَنَةٍ، ويَومٌ كَشَهْرٍ، ويوْمٌ كَجُمْعَةٍ[2]، وسائرُ أيَّامِهِ كَأَيَّامِكُم", قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الّذي كسنةٍ أَتَكِفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: "لا. اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ"[3]. قلنا: يا رسول الله! وما إِسْرَاعُهُ
1 "فعاث يميناً وعاث شمالاً"، العيث: الفساد، أو أشدّ الفساد والإسراع فيه.
وحكى القاضي أنّه رواه بعضهم فعاثٍ بكسر الثّاء منونة اسم فاعلٍ، وهو بمعنى الأوّل. [2] يوم كسنة ويوم كشهرٍ ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قال العلماء: هذا الحديث على ظاهره، وهذه الأيّام الثّلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث، يدلّ عليه قوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وسائر أيّامه كأيّامكم.
3 "أقدروا له قدره"، قال القاضي وغيره: "هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشّرع، قالوا: ولولا هذا الحديث، وَوُكِلنا إلى اجتهادنا، لاقتصرنا فيه على الصّلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيّام.
ومعنى "أقدروا له قدره": أنّه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظّهر كلّ يومٍ، فصلّوا الظّهر، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر، فصلّوا العصر، وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب، فصلّوا المغرب، وكذا العشاء والصّبح، ثم الظّهر، ثم العصر، ثم المغرب، وهكذا حتّى ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلوات سنة فرائض كلّها، مؤدّاة في وقتها.
أمّا الثّاني الذي كشهر، والثّالث الذي كجمعةٍ، فقياس اليوم الأوّل أن يقدر لهما كاليوم الأوّل على ما ذكرناه.
اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 167