اسم الکتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة المؤلف : مازن بن محمد بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 252
واستحقاق أذى.
وها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوماً لأُبَيّ: قرأت البارحة [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] ففزعت منها، وإني لأضربهم وأنهرهم، فقال له: لست منهم، إنما أنت معلم ومقوّم.
وقال الإمام أبو حيان: وأطلق إيذاء الله ورسوله على إيذاء المؤمنين بقوله [بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا]: لأن إيذاءهما لا يكون إلا بغير حق، بخلاف إيذاء المؤمن فقد يكون بحق (1)
فقال سبحانه وتعالى لمن آذى المؤمنين وعلى رأسهم الصحابة الأطهار الكرام: [فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً] وهذا هو البهت الكبير أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله ثم الرافضة الذي ينتقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم، فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن، ولا فعلوه أبداً، فهم في الحقيقة منكسو القلوب،
(1) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: 3/ 525، القرطبي: مرجع سابق: 14/ 215، أبو حيان: مرجع سابق: 8/ 503، الشوكاني: مرجع سابق: 3/ 449، المنصوري: مرجع سابق: 04/ 280
اسم الکتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة المؤلف : مازن بن محمد بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 252