responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 168
وقد أجمع المسلمون على [1] أنَّ [2] المتلو في جميع الأقطار، المكتوبَ في المصحف بأيدي المسلمين ممَّا جمعه الدفتان من أول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: [2]]، إلى آخر: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: [1]] أنَّه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وأنَّ جميع ما فيه حقٌّ، وأنَّ مَنْ نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدَّله بحرفٍ آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً ممّا لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع، وأجمع على أنَّه ليس من القرآن، عامداً لكلِّ هذا، أنَّه كافرٌ.
ولهذا رأى مالكٌ - رحمه الله - [3] قتل من سبَّ عائشة - رضي الله عنها - بالفرية؛ لأنه خالف القرآن [4]، ومن خالفه قُتل، أي: لأنه كذَّب بما فيه [5].

[1] (على) ليست في (ن) ولا في الشفا.
[2] في (ن) والشفا: (أن القرآن المتلو ...).
[3] في (ص): (ولهذا رأى مالك - رحمه الله - أنه قتل ..)، فحذفت (أنه) ليستقيم المعنى، وهي ليست موجودة في (ن).
[4] أنزل الله في براءة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من الإفك المفترى، قرآناً يتلى إلى قيام الساعة، فأظهر الله براءتها من فوق سبع سموات فهي البريئة من كل فرية، والعفيفة من كل قذف، والطاهرة من كل إفك، ثم إن الله قد أبان حقيقة هذه الحادثة - حادثة الإفك - حيث قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] وقال بعدها: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 15 - 17]، وقد انعقد الإجماع على كفر من قذف عائشة - رضي الله عنها -؛ وذلك لمخالفته القرآن أولاً، ولأنه ثانياً سبٌّ وأذى للنبي - صلى الله عليه وسلم - بسبِّ زوجته، وحليلته.
انظر: الشفا للقاضي عياض (2/ 1103)، (2/ 1109 - 1110)، ومجموع الفتاوى (15/ 322 - 323)، (32/ 145)، (35/ 123).
[5] نقله المؤلف بالنص من الشفا للقاضي عياض (2/ 1102 - 1103).
اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست