اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 143
وقال القاضي عياض - رحمه الله -: (وهذا كلام حسن مليح، وليس فيه دليل على الاستحالة إلا من حيث ضعفُ القدرة، فإذا قوَّى الله من يشاء [1] من عباده وأقدره على حمل أعباء الرؤية لم يمتنع [2] في حقه. وقد عُرف [3] من قوة بصر موسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ونفوذ [4] إدراكهما بقوةٍ إلهيةِ مُنحاها لإدراكِ [5] ما أدركاه، ورؤية ما رأياه، والله أعلم) [6].
وبالجملة: ليست في الآيات نصٌّ بالمنع، وقول مَنْ قال: رآه بعينيه [7] إنَّما بناه على اعتقاده باجتهاده [8]، ولم يسنده إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. والأحاديث مضطربةٌ في المعنى؛ لتعارضها، وفي الإسناد؛ لضعفها، والتأويل ليس قاطعاً بشيء، وحديث أبي ذر - رضي الله عنه - في صحيح مسلم لمَّا سأله عنها، قال [9]: "رأيت نوراً"، ورُوي: "نورٌ أَنَّى أراه" [10]، فقد
= لأن بصر موسى من الأبصار التي كتب الله عليها الفناء في الدنيا، فلا تحمل النظر إلى نور البقاء، فإذا كان يوم القيامة رُكَّبت الأبصار والأسماع للبقاء، فاحتملت النظر إلى الله - عز وجل - بما طوقها الله). [1] في (ظ) والشفا: (من شاء). [2] في الشفا: (لم تمتنع). [3] في الشفا: (وقد تقدّم ما ذكر في قوة بصر موسى ومحمد ...). [4] في (ظ) و (ن): (ونفود). [5] في (ن): (الإدراك). [6] نقله المؤلف بالنص من الشفا للقاضي عياض (1/ 263). [7] في (ظ) و (ن): (بعينه). [8] مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه - عز وجل - من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين أهل السنة والجماعة. [9] في (ظ) و (ن): (فقال) [10] أخرج اللفظين مسلم في الإيمان، باب في قوله - عليه السلام - نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً (1/ 161) رقم (178) من حديث أبي ذر - رضى الله عنه -.
أما الأوّل فعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسألته، =
اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 143