اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 142
لا تدركه الأبصار، وإنّما يدركه المبصرون [1]. وكلّ هذه التأويلات [لا تقتضي] [2] منعَ الرؤية ولا استحالتها) [3].
ومنع بعضهم الرؤية في الدنيا، وقال: من نظر إليه سبحانه مات، وعلَّل بعضهم امتناعها لضعف تركيب أهل الدنيا وقواهم، وكونها متغيرةً غرضاً [4] للآفات والفناء، فلم يكن لهم قوةٌ على الرؤية، وفي الآخرة ليسوا كذلك، فإنَّ قواهم ثابتةٌ باقيةٌ، [ولذلك] [5] أنوار قلوبهم وأبصارهم قويةٌ على الرؤية.
وقد نُقلَ نَحوُ هذا عن الإمام مالك بن أنس [6] - رحمه الله - قال: (لم يُرَ في الدنيا لأنَّه باقٍ، ولا يُرَى الباقي بالفاني، فإذا كان في الآخرة، رُزقوا أبصاراً باقيةً، فرُئيَ الباقي بالباقي [7][8][9]. [1] انظر: تفسير ابن جرير الطّبريّ (7/ 299 - 304)، وفتح القدير للشوكاني (2/ 148). [2] في (ص): (لا يقتضي)، وفي (ظ) و (ن) والشفا ما أثبته. [3] نقله المؤلف بالنص من الشفا للقاضي عياض (1/ 261 - 262). [4] وفي (ظ) و (ن): (عرضاً). [5] في (ص): (وكذلك)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته. [6] هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث، الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، وفقيه الأمة أبو عبد الله الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة، قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟، قال: مالك أثبت في كل شيء. عاش مالك ستاً وثمانين سنة، ولد سنة 93 هـ، ومات سنة 179 هـ. انظر: طبقات علماء الحديث (1/ 312)، وتهذيب الكمال للمزي (27/ 91)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 107). [7] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 502)، وذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/ 42)، والشفا (1/ 263)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 102). [8] من قوله: (ومنع بعضهم الرؤية ...) إلى: (... فرئي الباقي بالباقي) نقله المؤلف من الشفا للقاضي عياض (1/ 263) بتصرف. [9] قال الدارمي - رحمه الله - في الرد على الجهمية (ص 125): (قال: (لن تراني) في الدنيا؛ =
اسم الکتاب : الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد المؤلف : ابن العطار الجزء : 1 صفحة : 142