responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 91
(يا أبا محمد , هؤلاء الرهبان يتكلمون بالحكمة وهم أهل كفر وضلالة , فمم ذلك؟
قال: ميراث الجوع , متعت بك) [1].
وأيضا ذكر عن إبراهيم بن الجنيد أنه قال:
وجدت هذه الأبيات على ظهر كتاب لمحمد بن الحسين البرجلاني:
(مواعظ رهبان وذكر فعالهم ... وأخبار صدق عن نفوس كوافر
مواعظ تشفينا فنحن نحوزها ... وإن كانت الأنباء عن كل كافر
مواعظ بر تورث النفس عبرة ... وتتركها ولهاء حول المقابر
مواعظ أنَّى تسأم النفس ذكرها ... تهيج أحزانا من القلب ثائر) [2].

ومثل ذلك ما نقله أبو طالب المكي عن عيسى عليه السلام أنه قال:
(المحب لله يحب النصب. وروى عنه أنه مر على طائفة من العباد قد احترقوا من العبادة كأنهم الشنان البالية , فقال: ما أنتم؟
فقالوا: نحن عباد. قال: لأي شيء تعبدتم؟
قالوا: خوفنا الله من النار فخفنا منها , فقال: حق على الله أن يؤمنكم ما خفتم.
ثم جاوزهم فمر بآخرين أشد عبادة منهم , فقال: لأي شيء تعبدتم؟
قالوا: شوقنا الله إلى الجنان وما أعد فيها لأوليائه , فنحن نرجو ذلك , فقال: حق على الله أن يعطيكم ما رجوتم.
ثم جاوزهم , فمر بآخرين يتعبدون , فقال: ما أنتم؟
قالوا: نحن المحبون لله لم نعبده خوفا من نار , ولا شوقا إلى جنة ولكن حبا له وتعظيما لجلاله , فقال: أنتم أولياء الله حقا , معكم أمرت أن أقيم , فأقام بين أظهرهم وفي لفظ آخر قال للأولين: مخلوقا خفتم , ومخلوقا أحببتم. وقال لهؤلاء: أنتم المقربون) [3].

[1] حلية الأولياء للأصبهاني ج 10 ص 151 الطبعة الثالثة دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1980 م.
[2] أيضا.
[3] قوت القلوب لأبي طالب المكي ج 2 ص 56.
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست