اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 85
كما نقل ابن الجوزي عن أحمد بن أبي الجواري أنه قال: قال لي سليمان بن أبي سليمان: (أي شيء أرادوا بلباس الصوف؟
قلت: التواضع.
قال: ما يتكبر أحد إلا إذا لبس الصوف.
ونقل عن سفيان الثوري أنه قال لرجل عليه صوف: لباسك هذا بدعة.
كما روى عن الحسن بن الربيع أنه قال:
سمعت عبد الله بن المبارك يقول لرجل رأى عليه صوفا مشهورا: أكره هذا , أكره هذا.
وروي عن بشر بن الحارث أنه سئل عن لبس الصوف.
فشق عليه , وتبين الكراهة في وجهه , ثم قال: لبس الخز والمعصفر أحب إلي من لبس الصوف في الأمصار.
وروي عن أبي سليمان الداراني أنه قال لرجل لبس الصوف: إنك قد أظهرت آلة الزاهدين , فماذا أورثك هذا الصوف.
كما رو يعن النضر بن شميل أنه قال لبعض الصوفية:
تبيع جبتك الصوف؟
فقال: إذا باع الصياد شبكته بأي شيء يصطاد) [1].
هذا ونقل عن غيره مثل هذا.
هذا من ناحية الملابس.
وأما اتخاذهم الخانقاوات والتكايا والزوايا , وانعزالهم عن الدنيا فلم تكن إلا مأخوذة من الرهبنة المسيحية أيضا كما ذكرنا فيما مر نقلا عن الجامي في نفحاته أن أول خانقاه بنيت هي التي بناها أمير مسيحي من الرملة في الشام [2].
وهي تشبه تماما أديرة الرهبان النصارى ذات الأسوار العالية البعيدة عن عالم الناس والعمران , نتيجة للهروب من عالم الترف المادي إلى عالم الترف الروحي , ومن هذه الأديرة تطورت كثير من الأفكار الإيجابية , خرج بها رهبان لفتح حقول جديدة على مبادئ من الطهارة والفقر والخضوع. [1] انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 221 , 222. [2] انظر نفحات الأنس للجامي (فارسي).
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 85