responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 513
- قَوْلُهُ تَعَالَى {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} فِيْهِ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ:
1) النَّهْيُ عَنْ كَثْرَةِ الحَلِفِ.
2) أَنَّ مَنْ حَلَفَ فَلْيُوَفِّ؛ وَلَا يَحْنُثْ فِيْهَا.
3) أَنَّ مَنْ حَنَثَ فِيْهَا فَلَا يَتْرُكْهَا دُوْنَ تَكْفِيْرٍ.
وَالمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أَرَادَ مِنَ الآيَةِ المَعْنَى الأَوَّلَ - وَإِنْ كَانَ الجَمِيْعُ مَشْمُوْلًا بِالآيَةِ -، وَذَلِكَ لِأَنَّ حَاصِلَ المَعَانِي الثَّلَاثَةِ تَعْظِيْمُ اللهِ تَعَالَى.
- الأَفْضَلُ فِي مَنْ حَلَفَ عَدَمُ الحِنْثِ بِاليَمِيْنِ إِلَّا لِمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ: كَأَنْ يَكُوْنَ حَلَفَ عَلَى أَمْرٍ مُحَرَّمٍ أَوْ مَكْرُوْهٍ، قَالَ تَعَالَى: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ} (البَقَرَة:224).
أَوْ أَنْ يَأْتِيَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ (وَاللَّهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِيْنٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا؛ إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِيْ هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا). (1)
- قَوْلُهُ (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُم وَلَا ...): دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ مِنَ الكَبَائِرِ.
- قَوْلُهُ (لَا يُكَلِّمُهُم): المُرَادُ بِنَفي الكَلَامِ هُنَا كَلَامُ الرِّضَا، أَمَّا كَلَامُ العَرْضِ وَالتَّوْبِيْخِ؛ فَإِنَّ هَذَا الحَدِيْثَ لَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِهِ، وَفِي الحَدِيْثِ (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ - لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ - فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ). [2] (3)
- قَوْلُهُ (لَايُزَكِّيْهِم): أَيْ: لَا يُوَثِّقُهُم وَلَا يَشْهَدُ لَهُم بِالإِيْمَانِ. (4)
- قَوْلُهُ (أُشَيْمِطٌ): الأُشَيْمِطُ: تَصْغِيْرُ (أَشْمَط)، وَالأَشْمَطُ: هُوَ الَّذِيْ بَدَأَهُ الشَّيْبُ، وَصَغَّرَهُ تَحْقِيْرًا لِشَأْنِهِ. (5)

(1) البُخَارِيُّ (3133)، وَمُسْلِمٌ (1649) عَنْ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ مَرْفُوْعًا.
[2] البُخَارِيُّ (7512)، وَمُسْلِمٌ (1016) عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ مَرْفُوْعًا.
(3) وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ تَعَالَى {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوْقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُوْنَ} (الأَحْقَاف:34).
(4) وَأَيْضًا لَا يُطَهِّرُهُم مِنَ الأَخْلَاقِ الرَّذِيْلَةِ؛ وَهَذَا عَلَى مَعْنَى أَنَّ الزَّكَاةَ هِيَ التَّطْهِيْرُ.
(5) قَالَ فِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ (ص674): (الشَّمَطُ، بَيَاضُ الرَّأْسِ يُخالِطُ سَوَادَهُ).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست