responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 420
- الشُّبْهَةُ الثَّالِثَةُ) الأَحَادِيْثُ الضَّعِيْفَةُ فِي التَّوَسُّلِ، وَأَشْهَرُهَا:
1) عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْريِّ مَرْفُوْعًا (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هذَا) [1]. وَهُوَ حَدِيْثٌ ضَعِيْفٌ، فِيْهِ عَطِيَّةُ العَوْفِيُّ؛ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. (2)
2) كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ: (بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ باللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَخْرَجِي هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْهُ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ ابْتِغاءَ مَرْضَاتِكَ، وَاتِّقاءَ سَخَطِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيْذَنِي مِنَ النَّارِ وتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ) [3]. مُنْكَرٌ، فِيْهِ الوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ العُقَيْلِيُّ، وَهوَ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَلَكِنْ مَعَ كَوْنِ هَذَيْنِ الحَدِيْثَيْنِ ضَعِيْفَيْنِ فَهُمَا لَا يَدُلَّانِ عَلَى التَّوَسُّلِ بِالمَخْلُوْقِيْنَ أَبَدًا، وَإِنَّمَا يَعُوْدَانِ إِلَى أَحَدِ أَنْوَاعِ التَّوَسُّلِ المَشْرُوْعَةِ الَّذِيْ تَقَدَّمَ الكَلَامُ عَنْهُ، وَهُوَ التَّوَسُّلِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ فِيْهِمَا التَّوَسُّلَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَى اللهِ وَبِحَقِّ مَمْشَى المُصَلِّيْنَ. فَمَا هُوَ حَقُّ السَّائِلِيْنَ عَلَى اللهِ تَعَالَى؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ إِجَابَةُ دُعَائِهِم، وَإِجَابَةُ اللهِ دُعَاءَ عِبَادِهِ؛ هِيَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَذَلِكَ حَقُّ مَمْشَى المُسْلِمِ إِلَى المَسْجِدِ هُوَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ وَيُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَأَنْ يَجْعَلَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَيَمْحِي عَنْهُ سَيِّئَةً. وَمَغْفِرَةُ اللهِ تَعَالَى وَرَحْمَتُهُ وَإِدْخَالُهُ بَعْضَ خَلْقِهِ مِمَّنْ يُطِيْعُهُ الجَنَّةَ؛ كُلُّ ذَلِكَ صِفَاتٌ لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبِهَذَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الحَدِيْثَ الَّذِيْ يَحْتَجُّ بِهِ المُبْتَدِعُوْنَ يَنْقَلِبُ عَلَيْهِم.

[1] رَوَاهُ أَحْمَدُ (11156)، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَطِيَّةُ ضَعِيْفٌ. قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّقْرِيْبِ (393/ 1): (صَدُوْقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرًا، كَانَ شِيْعِيًا مُدَلِّسًا)، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (المُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ) (436/ 2): (مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ). وَانْظُرِ الكَلَامَ عَلَى الحَدِيْثِ مُفَصَّلًا فِي الضَّعِيْفَةِ (24).
وَقَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِ (التَّوَسُّلِ) (ص93): (وَخُلَاصَةُ ذَلِكَ أَنَّ عَطِيَّةَ هَذَا كَانَ يَروي عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ جَالَسَ أَحَدَ الكَذَّابِيْنَ المَعْرُوْفِيْنَ بِالكَذِبِ فِي الحَدِيْثِ - وَهُوَ الكَلبِيُّ - فَكَانَ عَطِيَّةُ إِذَا رَوَى عَنْهُ كَنَّاهُ أَبَا سَعِيْدٍ، فَيَتَوَهَّمُ السَّامِعُوْنَ مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيْدُ أَبَا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ! وَهَذَا وَحْدَهُ عِنْدِي يُسْقِطُ عَدَالَةَ عَطِيَّةَ هَذَا، فَكَيفَ إِذَا انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ سُوْءُ حِفْظِهِ!).
وَأَوْرَدَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي رِسَالَتِهِ (طَبَقَاتُ المُدَلِّسِيْنَ) (ص50)، فَقَالَ: (تَابِعِيٌّ مَعْرُوْفٌ، ضَعِيْفُ الحِفْظِ؛ مَشْهُوْرٌ بِالتّدْلِيْسِ القَبِيْحِ) ذَكَرَهُ فِي المَرْتَبَةِ الرَّابِعَةِ؛ وَهيَ الَّتِيْ يُوْرِدُ فِيْهَا مَنْ اتُّفِقَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُحْتَجُّ بِشَيْءٍ مِنْ حَدِيْثِهِم إِلَّا بِمَا صَرَّحُوا فِيْهِ بِالسَّمَاعِ؛ لِكَثْرَةِ تَدْلِيْسِهِم عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالمَجَاهِيْلَ.
(2) وَالحَدِيْثُ بِتَمَامِهِ (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا، وَلَا بَطَرًا، وَلَا رِيَاءً، وَلَا سُمْعَةً، وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ. فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيْذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوْبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلَّا أَنْتَ) أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُوْنَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى تَنْقَضِيَ صَلَاتُهُ).
[3] الحَدِيْثُ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (75/ 1) مِنْ طَريقِ الوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ العُقَيْلِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ بِلَالٍ.
وَهَذَا سَنَدٌ ضَعِيْفٌ جِدًّا، وَآفَتُهُ الوَازِعُ هَذَا، فَإِنَّهُ لَم يَكُنْ عِنْدَهُ وَازِعٌ يَمْنَعُهُ مِنَ الكَذِبِ، كَمَا فِي الضَّعِيْفَةِ (6252)، وَفِيْهَا (وَلِذَلِكَ لَمَّا قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الأَذْكارِ: (حَدِيْثٌ ضَعِيْفٌ؛ أَحَدُ رُوَاتِهِ الوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ العُقَيليُّ - وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، وَأَنَّهُ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ -) قَالَ الحَافِظُ بَعْدَ تَخْرِيجِهِ: (هَذَا حَدِيْثٌ وَاهٍ جِدًّا، أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي (الأَفْرَادِ) مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَالَ: (تَفَرَّدَ بِهِ الوَازِعُ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ وَأَنَّهُ مُنْكَرُ الحَدِيْثِ)).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست