مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
فارسی
دلیل المکتبة
بحث متقدم
مجموع المکاتب
الصفحة الرئیسیة
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
جميع المجموعات
المؤلفین
العقيدة
الفرق والردود
جميع المجموعات
المؤلفین
مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
34
الشَّرْحُ
- قَوْلُهُ (شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ): (أَلَهَ إِلَاهَةً وَأُلُوْهَةً وَأُلُوْهِيَّةً: عَبَدَ عِبَادَةً، وَمِنْهُ لَفْظُ الجَلَالَةِ). (1)
وَقَالَ فِي لِسَانِ العَرَبِ
[2]
: ((أَلَهَ) الإلَهُ: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وكُلُّ مَا اتُخِذَ مِنْ دُوْنِهِ مَعْبُوْدًا إلَهٌ عِنْدَ مُتَّخِذِهِ، وَالجَمْعُ آلِهَةٌ، وَالآلِهَةُ: الأَصْنَامُ سُمُّوا بِذَلِكَ لِاعْتِقَادِهِم أَنَّ العِبَادَةَ تَحُقُّ لَهَا، وَأَسْمَاؤُهُم تَتْبَعُ اعْتِقَادَاتِهِم لَا مَا عَلَيْهِ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ).
- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {قُلِ ادْعُوا الَّذِيْنَ زَعَمْتُم مِنْ دُوْنِهِ فَلَا يَمْلِكُوْنَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا، أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ يَبْتَغُوْنَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيْلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُوْنَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُوْنَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوْرًا} بَيَانُ ثَلَاثَةِ أَرْكَانٍ لِلعُبُوْدِيَّةِ:
1) الحُبُّ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {الوَسِيْلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}. (3)
2) الرَّجَاءُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَيَرْجُوْنَ رَحْمَتَهُ}.
3) الخَوْفُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَيَخَافُوْنَ عَذَابَهُ}.
وَفِي الآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ تِلْكَ العِبَادَاتِ هِيَ مِمَّا تَلَبَّسَ بِهَا المُشْرِكُوْنَ تُجَاهَ مَعْبُوْدِيْهِم، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهَا للهِ؛ وَأَنَّ مَعْبُوْدَاتِهِم أَنْفُسَهُم هُمْ مُتَلَبِّسُوْنَ بِهَا للهِ تَعَالَى وَحْدَهُ.
وَفِي الآيَةِ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ تَخْصِيْصَ تِلْكَ المَقَامَاتِ بِالذِّكْرِ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهَا أَرْكَانًا لِلعُبُوْدِيَّةِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ أَنَّ التَّعْبِيْرَ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ رُكْنًا فِيْهِ.
- أَوْرَدَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي صَحِيْحِهِ
[4]
فِي كِتَابِ تَفْسِيْرِ القُرْآنِ - بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى {أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ يَبْتَغُوْنَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيْلَةَ} - عَنْ عَبْدِ اللهِ
[5]
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ يَبْتَغُوْنَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيْلَةَ}. قَالَ كَانَ نَاسٌ مِنَ الجِنِّ يُعْبَدُوْنَ فَأَسْلَمُوا.
[6]
(7)
- قَوْلُهُ تَعَالَى {أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ}: يَدْعُوْنَ أَيْ: يَعْبُدُوْنَ. وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ الدُّعَاءَ نَوْعَانِ: دُعَاءُ مَسْأَلَةٍ، وَدُعَاءُ عِبَادَةٍ. (8)
- قَوْلُهُ {إِلَّا الَّذِيْ فَطَرَنِي}: ذَكَرَ الفَطْرَ دُوْنَ غَيْرِهِ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ التَّذْكِيْرُ بِأَنَّه إِنَّمَا يَسْتَحِقُّ العِبَادَةَ مَنْ فَطَرَ
[9]
، أَمَّا مَنْ لَمْ يَفْطِرْ وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ شَيْئًا مِنَ العِبَادَةِ، وَفِيْهِ إِشَارَةٌ إِلَى الاسْتِدْلَالِ بِالرُّبُوْبِيَّةِ عَلَى تَوْحِيْدِ الأُلُوْهِيَّةِ.
- قَوْلُهُ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ}: الرَّبُّ هُنَا هُوَ المَعْبُوْدُ، وَهَذَا عَلَى قَاعِدَةِ المُتَرَادِفَاتِ فِي اللُّغَةِ وَالَّتِيْ إِذَا اجْتَمَعَت افْتَرَقَتْ، وَإِذَا افْتَرَقَت اجْتَمَعَتْ. (10)
وَدَلَّ لِذَلِكَ أَيْضًا حَدِيْثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ عِنْدَمَا قَالَ: إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُم! وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الشِّرْكِ هُنَا هُوَ شِرْكُ الطَّاعَةِ، وَسَيَأْتِي فِيْهِ تَفْصِيْلٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. (11)
وَحَدِيْثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ بِتَمَامِهِ هُوَ: أَتِيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي عُنُقِي صَلِيْبٌ مِنْ ذَهَبٍ - فَقَالَ: (يَا عَدِيُّ، اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ)، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُوْرَةِ بَرَاءَةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ} قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ؛ إِنَّهُم لَمْ يَعْبُدُوْهُم! فَقَالَ: (بَلَى، إِنَّهُم حَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الحَلَالَ وَأَحَلُّوا لَهُمُ الحَرَامَ فَاتَّبَعُوْهُم، فَذَلِكَ عِبَادَتُهُم إِيَّاهُم). (12)
(1) قَالَهُ فِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ (ص1242).
[2]
لِسَانُ العَرَبِ (467/ 13).
(3) قَالَ فِي لِسَانِ العَرَبِ (724/ 11): (الوَسِيْلةُ: المَنْزِلَةُ عِنْدَ المَلِكِ، وَالوَسِيْلةُ الدَّرَجَةُ، وَالوَسِيْلَةُ القُرْبَةُ، وَوَسَّلَ فُلَانٌ إِلَى اللهِ وَسِيْلَةً: إِذَا عَمِلَ عَمَلًا تَقَرَّبَ بِهِ إِلَيْهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ يَبْتَغُوْنَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيْلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} (الإِسْرَاء:57)، وَفِي حَدِيْثِ الأَذَانِ (اللَّهُمَّ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيْلَةَ) هيَ فِي الأَصْلِ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الشَّيْءِ وَيُتَقَرَّبُ بِهِ، وَالمُرَادُ بِهِ فِي الحَدِيْثِ: القُرْبُ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَقِيْلَ: هِيَ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَقِيْلَ: هِيَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنَازِلِ الجَنَّةِ - كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيْثِ -).
[4]
البُخَارِيُّ (86/ 6).
[5]
إِذَا أُطْلِقَ اسْمُ الرَّاوِي بِـ (عَبْدِ اللهِ) فِي الأَحَادِيْثِ دُوْنَ تَحْدِيْدٍ؛ فَالمَقْصُوْدُ بِهِ عِنْدَ العُلَمَاءِ ابْنُ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
[6]
وَفِي رِوَايَةٍ لِلبُخَارِيِّ (4714) أَيْضًا (كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُوْنَ نَاسًا مِنَ الجِنِّ؛ فَأَسْلَمَ الجِنُّ وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِيْنِهِم).
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (397/ 8): (اسْتَمَرَّ الإِنْسُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَعْبُدُوْنَ الجِنَّ عَلَى عِبَادَةِ الجِنِّ - وَالجِنُّ لَا يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِمْ أَسْلَمُوا - وَهُمُ الَّذِيْنَ صَارُوا يَبْتَغُوْنَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيْلَةَ، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ فَزَادَ فِيْهِ (وَالإِنْسُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَعْبُدُوْنَهُمْ لَا يَشْعُرُوْنَ بِإِسْلَامِهِمْ) وَهَذَا هُوَ المُعْتَمَدُ فِي تَفْسِيْرِ هَذِهِ الآيَةِ).
(7) وَفِي تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ (474/ 17) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الآيَةِ (أَنَّهَا فِي عِيْسَى وَمَرْيَمَ وَالعُزَيْر وَالمَلَائِكَةِ)، وَهَذَا مِنِ ابْن عَبَّاسٍ وَمَا سَبَقَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ هُوَ مِنْ بَابِ تَفْسِيْرِ التَّنَوُّعِ.
(8) هُنَا وَإِنْ كَانَ المَعْنَى العَامُّ أَنَّهُ دُعَاءُ عِبَادَةٍ؛ فَهُوَ أَيْضًا مُتَضَمِّنٌ لِدُعَاءِ المَسْأَلَةِ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ). صَحِيْحٌ. أَحْمَدُ (18436) عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيْرٍ مَرْفُوْعًا. صَحِيْحُ الجَامِعِ (3407).
[9]
(فَطَرَ اللهُ الخَلْقَ يَفْطُرُهُم: خَلَقَهُمْ وَبَدَأَهُم). لِسَانُ العَرَبِ (56/ 5).
(10) كَالإِسْلَامِ وَالإِيْمَانِ، وَالفَقِيْرِ وَالمِسْكِيْنِ.
(11) قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (160/ 1): (وَالشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ جَعَلَ شِرْكَ الطَّاعَةِ مِنَ الأَكْبَرِ، وَهَذَا فِيْهِ تَفْصِيْلٌ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ فِي بَابِ (مَنْ أَطَاعَ الأُمَرَاءَ وَالعُلَمَاءَ فِي تَحْلِيْلِ مَا حَرَّمَ اللهُ أَوْ تَحْرِيْمِ مَا أَحَلَّ اللهُ فَقَد اتَّخَذَهُم أَرْبَابًا مِنْ دُوْنِ الله)).
(12) صَحِيْحٌ. الطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيْرِ (92/ 17) وَالتِّرْمِذِيُّ (3095) وَحَسَّنَهُ. الصَّحِيْحَةُ (3293).
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
34
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
إن مکتبة
مدرسة الفقاهة
هي مكتبة مجانية لتوثيق المقالات
www.eShia.ir