responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 265
- المَسْأَلَةُ العَاشِرَةُ) هَلِ المَقْصُوْدُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ (لَا غُوْل) نَفيُ وُجُوْدِهِ؟
الجَوَابُ: لَا، وَإنَّمَا المَقْصُوْدُ نَفيُ الاعْتِقَادِ بِهِ عَلَى تِلْكَ الصُّوْرَةِ المَزْعُوْمَةِ عِنْدَ العَرَبِ.
وَيَدُلُّ لِوُجُودِهِ:
1) أَنَّ هَذَا شَائِعٌ مَعْرُوْفٌ وُجُوْدُهُ عِنْدَ العَرَبِ. (1)
2) مَا ثَبَتَ فِي الأَحَادِيْثِ مِنْ لَفْظِ الغُوْلِ كَحَدِيثِ أَبِي أَيُّوْبَ (كَانَتْ لِي سَهْوَةٌ [2] فِيْهَا تَمْرٌ، فَكَانَتِ الغُوْلُ تَجِيْءُ فَتَأْكُلُ مِنْهُ). (3)
بَلْ فِي القُرْآنِ مَا يُشِيْرُ إِلَى وُجُوْدِهَا أَيْضًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ كَالَّذِيْ اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِيْنُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُوْنَهُ إِلَى الهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِيْنَ} (الأَنْعَام:71). (4)
وَثَبَتَ أَيْضًا أَنَّ الغِيْلَانَ ذُكِرَتْ عِنْدَ عُمُرَ فَقَالَ: (إِنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنْ صُوْرَتِهِ الَّتِيْ خَلَقَهُ اللهُ عَلَيْهَا؛ وَلَكِنْ لَهُمْ سَحَرَةٌ كَسَحَرَتِكُمْ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَأَذِّنُوا). (5)

(1) قَالَ فِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ (ص1040) - بِتَصَرُّفٍ يَسِيْرٍ -: (غَالَهُ: أَهْلَكَهُ، كَاغْتَالَهُ وَأَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ. وَالغُوْلُ بِالضَّمِّ: الهَلَكَةُ وَالدَّاهِيَةُ وَالسِّعْلَاةُ وَسَاحِرَةُ الجِنِّ وَالمَنِيَّةُ وَشَيْطَانٌ يَأْكُلُ النَّاسَ).
[2] هُوَ بَيْتٌ صَغِيْرٌ - فِي الجِدَارِ - كَالخِزَانَةِ الصَّغِيرةِ.
(3) صَحِيْحٌ. التِّرْمِذِيُّ (2880). صَحِيْحُ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ (1469).
(4) قَالَ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (452/ 11): (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ {أَنَدْعُو مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا} قَالَ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِلآلِهَةِ وَمَنْ يَدُعُو إِلَيْهَا وَلِلدُّعَاةِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ إِلَى اللهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ ضَلَّ عَنِ الطَّرِيْقِ تَائِهًا ضَالًّا، إِذْ نَادَاهُ مُنَادٍ: (يَا فُلانُ بْنُ فُلَانٍ، هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيْقِ)، وَلَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُوْنَهُ: (يَا فُلَانُ، هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيْقِ)! فَإِنْ اتَّبَعَ الدَّاعِيَ الأَوَّلَ انْطَلَقَ بِهِ حَتَّى يُلْقِيَهُ فِي الهَلَكَةِ، وَإِنْ أَجَابَ مَنْ يَدْعُوْهُ إِلَى الهُدَى اهْتَدَى إِلَى الطَّرِيْقِ، وَهَذِهِ الدَّاعِيَةُ الَّتِيْ تَدْعُو فِي البَرِّيَّةِ مِنَ الغِيْلَانِ).
قُلْتُ: وَالغِيْلَانُ هُنا هِيَ مِنَ الجِنِّ الَّتِيْ تَسْعَى فِي إِضْلَالِ النَّاسِ.
وَمِثْلُهُ مَا فِي مُسْلِمٍ (389) عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: (أَرْسَلَنِي أَبِي إلَى بَنِي حَارِثَةَ - وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا أَوْ صَاحِبٌ لَنَا - فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ، قَالَ: وَأَشْرَفَ الَّذِيْ مَعِيَ عَلَى الحَائِطِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا! فَذَكَرْت ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنَّك تَلْقَى هَذَا لَمْ أُرْسِلْك؛ وَلَكِنْ إذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلَاةِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (إنَّ الشَّيْطَانَ إذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؛ وَلَّى وَلَهُ حِصَاصٌ)).
وَ (الحِصَاصُ): هُوَ الضُّرَاطُ.
وَ (أَبُوْ صَالِحٍ السَّمَّانُ) هُوَ ذَكْوانُ: تَابِعِيٌّ مِنَ الوُسْطَى وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ (ت 101 هـ).
(5) صَحِيْحٌ. ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بَابُ (الغِيْلَانُ إِذَا رُئيَتْ مَا يَقُوْلُ الرَّجُلُ). قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (344/ 6): (إسْنَادُهُ صَحِيْحٌ).
وَقَالَ أَيْضًا رَحِمَهُ اللهُ: (وَإِذَا ثَبَتَ وُجُودُهُمْ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي أَصْلِهِمْ؛ فَقِيْلَ: ....).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست