responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 110
بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {أَيُشْرِكُوْنَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُوْنَ، وَلَا يَسْتَطِيْعُوْنَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُوْنَ} (الأَعْرَاف:192).
وَقَوْلِهِ {وَالَّذِيْنَ تَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِهِ مَا يَمْلِكُوْنَ مِنْ قِطْمِيْرٍ، إِنْ تَدْعُوْهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُوْنَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيْرٍ} (فَاطِر:13).
وَفِي الصَّحِيْحِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: شُجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فَقَالَ: (كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟)، فَنَزَلَتْ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} (آل عِمْرَان:128). (1)
وَفِيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرّكُوْعِ مِنَ الرّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَجْرِ - يَقُوْلُ: (اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلانًا وَفُلَانًا - بَعدَمَا يَقُوْلُ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ؛ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ -). فَأَنْزَلَ اللهُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} (آل عِمْرَان:128). (2)
وَفِي رِوَايَةٍ يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرو وَالحَارِثِ بْنِ هِشَام، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} (آل عِمْرَان: 128). (3)
وَفِيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَامَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِيْنَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ {وَأَنْذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْنَ} (الشُّعَرَاء:214) -، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ؛ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا. يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا. يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ؛ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا. يَا صَفِيَّةُ عَمّةَ رَسُوْلِ اللهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا. يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُوْلِ اللهِ سَلِيْنِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي؛ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا). (4)

فِيْهِ مَسَائِلُ:
الأُوْلَى: تَفْسِيْرُ الآيَتَيْنِ.
الثَّانِيَةُ: قِصَّةُ أُحُدٍ.
الثَّالِثَةُ: قُنُوْتُ سَيِّدُ المُرْسَلِيْنَ، وَخَلْفَهُ سَادَاتُ الأَوْلِيَاءِ يُؤَمِّنُوْنَ فِي الصَّلَاةِ.
الرَّابِعَةُ: أَنَّ المَدْعُوَّ عَلَيْهِمْ كُفَّارٌ.
الخَامِسَةُ: أَنَّهُمْ فَعَلُوا أَشْيَاءَ مَا فَعَلَهَا غَالِبُ الكُفَّارِ، مِنْهَا شَجُّهُمْ نَبِيَّهِمْ، وَحِرْصُهُمْ عَلَى قَتْلِهِ، وَمِنْهَا التَّمْثِيْلُ بِالقَتْلَى - مَعَ أَنَّهُمْ بَنُو عَمِّهِمْ -.
السَّادِسَةُ: أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}.
السَّابِعَةُ: قَوْلُهُ {أَوْ يَتُوْبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُوْنَ} فَتَابَ عَلَيْهِمْ فَآمَنُوا.
الثَّامِنَةُ: القُنُوْتُ فِي النَّوَازِلِ.
التَّاسِعَةُ: تَسْمِيَةُ المَدْعُوِّ عَلَيْهِمْ فِي الصَّلَاةِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.
العَاشِرَةُ: لَعْنُ المُعَيَّنِ فِي القُنُوْتِ.
الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: قِصَّتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ {وَأَنذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْنَ}.
الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: جَدُّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ؛ بِحَيْثُ فَعَلَ مَا نُسِبَ بِسَبَبِهِ إِلَى الجُنُوْنِ، وَكَذَلِكَ لَوْ يَفْعَلُهُ مُسْلِمٌ الآنَ.
الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: قَوْلُهُ لِلْأَبْعَدِ وَالأَقْرَبِ (لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا) حَتَّى قَالَ: (يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا) فَإِذَا صَرَّحَ - وَهُوَ سَيِّدُ المُرْسَلِينَ - بِأَنَّهُ لَا يُغْنِي شَيْئًا عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ، وَآمَنَ الإِنْسَانُ بِأَنَّهُ لَا يَقُوْلُ إِلَّا الحَقَّ، ثُمَّ نَظَرَ فِيْمَا وَقَعَ فِي قُلُوْبِ خَوَاصِّ النَّاسِ اليَوْمَ، تَبَيَّنَ لَهُ تَرْكُ التَّوْحِيْدِ وَغُرْبَةُ الدِّيْنِ.

(1) عَلَّقَهُ البُخَارِيُّ (99/ 5)، وَهُوَ فِي مُسْلِمٍ (1791).
(2) البُخَارِيُّ (4559).
(3) البُخَارِيُّ (4070).
(4) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4771)، وَمُسْلِمٌ (206).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست