اسم الکتاب : الثورة البائسة المؤلف : الموسوي، موسى الجزء : 1 صفحة : 61
قديم الزمان بل اذكر اولئك الذين عاصرهم هذا الجيل من المجتمع البشري والجيل الذي سبقهم فقط، لقد اسس مهاتما غاندي اكبر دولة ديمقراطية في تاريخ الانسان، وهي الهند، واسس محمد علي جناح اكبر دولة اسلامية في التاريخ، وهي الباكستان، ولم يتميزوا بشيء عن سائر افراد الشعب الا بالحب الجارف والاخلاص العميق من قبل شعوبهم، ثم تخليدا ابديا في التاريخ، واحمد سوكارنو مؤسس اندونيسيا الاسلامية كافح الاستعمار الهولندي مكافحة الابطال، وبفضله استقلت ثاني اكبر دولة اسلامية.
العالم يربو نفوسها المائة والعشرين من الملايين، ولم يفخم على غرار الخميني، وهذا هو الجنرال ديغول انقذ الامة الفرنسية وفرنسا من السقوط مرتين ولكنه ترك سدة الحكم مكسور الخاطر لان الشعب الفرنسي لم يشاء ان يعطي لزعيمه العظيم ما يتناقض وسلطة الشعب العليا، وهذا هو ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا انقذ المجتمع البشري من خطر النازية والفاشية، وكسب اعظم حرب شهدتها الانسانية في تاريخها الطويل، ويوم ان انتهت الحرب لصالح بريطانيا وحلفائها انتخب الشعب البريطاني حكومة اخرى لا طعنا في الرجل وعظيم خدمته، بل لكي يثبت للعالم ان الشعب هو الذي يصنع المعاجز لا الفرد، واذا استطاع فرد من ابناء الشعب ان يأتي بجلائل الاعمال فانه استطاع ذلك بمساعدة الشعب ومساندته.
اذن هذا التضخيم للثورة، وهذا التضخيم لمرشدها ليس امرا اعتباطيا او غير مقصود منه، انه تخطيط دقيق لتسليط الضوء على ما يجري في ايران بقيادة الخميني والخمينيين الحاكمين والصاق اعمالهم بالاسلام تشويها له وازداراء به في حين ان الاسلام ورسوله براء منها. ان الاعمال الهمجية التي ارتكبت في ايران باسم الاسلام واعطت ذلك الانطباع المقصود الذي اشرنا اليه كانت النتيجة المتوخاة منها اظهار الاسلام بمظهر الدين
اسم الکتاب : الثورة البائسة المؤلف : الموسوي، موسى الجزء : 1 صفحة : 61