اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 216
ويقول النووي - رحمه الله: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي». هذا من خصائص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وسبق في حديث نومه - صلى الله عليه وسلم - في الوادي؛ فلم يعلم بفوات وقت الصبح حتى طلعت الشمس [1]، وأن طلوع الشمس متعلِّقٌ بالعين لا بالقلب [2].
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عائشة رضي الله عنها: «أريتك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة [3] من حرير فيقول: هذه امرأتك فاكشفها. فإذا هي أنت». فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه» [4].
فمما لا ريب فيه أن رؤيا الأنبياء عليهم السلام حق، وعلى هذا اختلف العلماء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن يكن هذا من عند الله يمضه».
فذهب القسطلاني إلى أن مراده: إن تكن هذه الرؤيا على وجهها؛ بأن لا تحتاج إلى تعبير وتفسير - يمضها الله، وينجزها؛ فالشك عائد إلى أنها على ظاهرها أو تحتاج إلى تعبير [5].
وقال الكرماني: يحتمل أن تكون هذه الرؤيا قبل النبوة، وأن تكون بعدها وبعد العلم؛ فإن رؤياه وحي؛ فعبَّر عما علمه بلفظ الشك ومعناه اليقين إشارةً إلى [1] سبق تخريجه (88). [2] شرح مسلم للنووي (6/ 21). [3] هي الشقق من الحرير الأبيض خاصة، قال أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 241). [4] صحيح البخاري، كتاب التعبير 20 - باب كشف المرأة في المنام (7011) (4/ 302) ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة 13 - باب فضل عائشة رضي الله عنها (2438) (4/ 1889). [5] انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (10/ 143) الطبعة السادسة دار الفكر، بيروت.
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 216