اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 215
ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك: كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا يبرئني، كما أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده [1].
ويقول معاذ رضي الله عنه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق. أخرجه أحمد في مسنده، وابن أبي عاصم في كتاب السنة بلفظ: ما رأى في نومه وفي يقظته فهو حق [2].
وإنما كانت رؤيا الأنبياء وحيًا لأسباب، منها:
1 - أنهم معصومون من أن يتمثل لهم الباطل في صورة الحق، ولم يجعل الله للشيطان أو الخيال عليهم سبيلا، فلذلك فرؤياهم حق.
2 - من خصائص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن أعينهم تنام ولا تنام قلوبهم.
كما جاء في الصحيحين وموطأ الإمام مالك من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي» [3]، وفي لفظ للبخاري: «وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ..».
وإنما منع قلبه النوم ليعي الوحي الذي يأتيه في منامه.
ويقول الإمام البغوي - رحمه الله: "ونومه مضطجعًا حتى نفخ، وقيامه إلى الصلاة من خصائصه؛ لأن عينه كانت تنام ولا ينام قلبه؛ فيقظة قلبه تمنعه من الحدث، وإنما منع النوم قلبه ليعي الوحي إذا أوحي إليه في منامه" [4]. [1] مسند الإمام أحمد (6/ 197). [2] مسند الإمام أحمد (5/ 245) والسنة لابن أبي عاصم (1/ 203) وقال الألباني في ظلال الجنة وإسناده صحيح على شرط الشيخين موقوف. [3] وصحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (3/ 33) (6/ 579) وصحيح مسلم (1/ 509) حديث (738) والموطأ (1/ 120). [4] شرح السنة (4/ 6) تحقيق: شعيب الأرناؤوط المكتب الإسلامي.
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 215