responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق    الجزء : 1  صفحة : 38
وأين مستقره؟ وما هى طبيعة العمل المخى؟ قولوا لى أيها السادة (يريد الملحدين) .. ولكن كفى كفى! فإنى أستطيع أن أسألكم عشر سنين، ولا يستطيع أكبر رأس فيكم أن يجيب على أحقر أسئلتى ".
فإذا كان موقف العقل هكذا حيال النفس والضوء والمادة، وما فى الكون المنظور وغير المنظور من أشياء .. فكيف يتطلع إلى معرفة ذات البارى جل شأنه؟ ويحاول إدراك كنهه؟!
إن ذات الله أكبر من أن تدركها العقول، أو تحيط بها الأفكار، وما أصدق قول الله سبحانه:
{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [1].

* العجز عن معرفة حقيقة الأشياء لا ينفى وجودها
وقصور العقل، وعجزه عن إدراك حقيقة الأشياء لا ينفى وجودها .. فعجزه عن إدراك حقيقة النفس لا ينفى أنها موجودة، وعجزه عن إدراك حقيقة الضوء لا ينفى وجود ضوء يعم الآفاق، وعجزه عن إدراك كنه الذرة لا ينفى أن ثمة ذرات تتكون منها المادة، وهكذا سائر الأشياء التى يقصر العقل عن إدراك حقيقتها ويعجز عن معرفة كنهها.
ومثل ذلك الذات الإلهية إذا عجز الإنسان عن إدراك حقيقتها، فليس معنى ذلك أنها غير موجودة، بل هى موجودة كأقوى ما يكون الوجود.
إن وجوده سبحانه فى حكم البدهيات الأولية، والمسلمات العقلية، وما كان كذلك لا يطالب بإقامة الدليل عليه، إلا المكابر، كالأعمى الذى يطلب إقامة الدليل على وجود الشمس أثناء النهار، ومع ذلك فنحن نسوق من الأدلة ما يهدى إلى الحق ويكشف عن وجه الصواب.

[1] سورة الأنعام - الآية 103.
اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست