اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق الجزء : 1 صفحة : 286
* دقة الحساب:
وتبلغ الدقة فى الحساب منتهى ما يمكن أن يتصور، حتى يأخذ كل واحد جزاء ما عمل من خير أو شر، سواء أكان ذلك عملاً مارسه بالفعل، أو عملاً نواه وأصر عليه، فتقام لذلك موازين القسط، حتى يتحقق العدل الإلهى على أكمل صورة.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [1].
ثم تكون عاقبة كل حسب رجحان الميزان بالعمل الصالح، أو نقصانه.
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [2].
* الله هو الذى يتولى الحساب:
والله عز وجل هو الذى يحاسب الناس جميعًا بنفسه، بدون واسطة.
عن عدى بن حاتم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربُّه يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدّم من عمله، وينظر أشـ أم منه، فلا يرى إلا ما قدّم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [3].
وقد حدث الإمام علىّ - كرم الله وجهه - بهذا الحديث، فقال له أحد الرجال: يا أمير المؤمنين، كيف يحاسب الله الناس كلهم فى وقت واحد؟ فقال: كما يرزقهم فى آن واحد يسألهم فى آن واحد. [1] سورة الأنبياء - الآية 47. [2] سورة المؤمنون - الآية 102، 103. [3] رواه البخارى ومسلم والترمذى.
اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق الجزء : 1 صفحة : 286