اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 16
قال أحد منهم: أنا في غير حقيقة، وإنما [1] كانوا ينفون الحقائق عن أقوال [2] الرسل [3] في دعاويها التوسط، وهم متفقون على إقرار الحقائق [4] في نصابها، وإتيانها من بابها، وإنما قابلوا أدلة الرسل بالشبهات، وجروا في ميدان النظر والدلالات، فعاند من عاندة وسدد من سدد.
توجيه:
ويحتمل أن يكون أبو حامد، قد بنى هذا على مذهب الصوفية، في أن العلم من ثمرات العمل، وهو وإن صح كان قلبا للقوس [5] ركوة [6]، فليس في أول رتوة [7]، وإنما يكون ذلك دعوى في النظريات، أو في الزيادة على مقتضى الأدلة، وربما شبهوا [8] في ذلك بقوله تعالى [9]: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [البقرة: 282]. فأفاد هذا الظاهر أن العلم ثمرة التقوى التي هي أصل الأعمال، وترجمة [10] جميعها أو كلها، وأثروا [11] ذلك عن مالك رضي الله عنه [12]، إسكاتا [13] لنا، واعتضادا بإمامته [14] علينا، من قوله: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو نور يضعه الله في قلب من يشاء، قال القاضي أبو بكر [15]: وهذا مقطع شريف ليس من غرضهم في شيء [و[5] ب] وإنما له [1] ب: ولا. [2] ج، ز: أحوال. [3] ب، ج، ز: المرسل. [4] ج، ز: الفائق. [5] ب: قلب القوس، ج، ز: فك القوس. [6] ب: - ركوة، ج، ز: رمون. يقال صارت القوس ركوة وهو مثل يضرب في الإدبار وانقلاب حقائق الأشياء. [7] الرتوة: الخطوة، والسويعة من الزمان والدعوة. ورتاه: شده، وقواه وجذبه وأرخاه. [8] د: شببوا. ويبدو أن صوابه: تشبثوا. [9] ب، ج، ز: - تعالى. [10] ب: ومزجه. وعلق على ذلك ابن باديس بقوله: لعل الأصل: ومرجعها. [11] د: وأثاروا. [12] د: - رضي الله عنه. وهو إمام دار الهجرة توفي سنة 179 هـ/ 795 م. [13] ج، ز: إسكانا. [14] ب، ج، ز: لإمامته، وعلق الشيخ ابن باديس عليه بقوله: لعل الأصل: بإمامته. [15] د: قال أبي.
اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 16