اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 129
" كان الشيخ زكريا من العارفين , ولكنه تستر بالفقه " [1].
ويفضّل الصقلي والدمياطي الصوفية على علماء الشريعة حيث يكتب:
فلركعة من عارف هي أفضل ... من ألفها من عالم فتقبلا
هذا دليل على أن العارف أفضل من غيره لأن ركعة من عارف أفضل من ألف ركعة من عالم غير عارف (أي غير صوفي).
قال الشيخ أبو القاسم الصقلي في كتاب ((الأنوار)): ركعة من عارف أفضل من ألف ركعة من عالم [2].
ونقلوا عن الجنيد أنه كان يقول:
" المريد الصادق غني عن علم العلماء , وإذا أراد الله بالمريد خيرًا أوقعه إلى الصوفية ومنعه صحبة القراء " [3].
ومن الوقائع التي تترشح منها مخالفة طلب العلم , ويتدفق البغض والحقد على العلماء والطلاب ما ذكر ابن عجيبة الحسني حيث قال:
" وقد عقد بعض الشيوخ حلقة الذكر في بيت مظلم , فلم يجدوا قلوبهم , فقال لهم: ائتوني بالمصباح , فلما أتوا به وجدوا معهم طالبًا من طلبة المدرسة , فأخرجوه فحينئذ , وجدوا قلوبهم " [4].
ولذلك منعوه من الفكر والنظر في الأدلة واستعمال العقل , كما ذكر كل ذلك الشيخ الأكبر للصوفية في رسالته: " إن المريد لا ينبغي له الكلام إلا بما شاهده وعاينه , والصمت عليه واجب , والفكر عليه حرام , والنظر عليه في الأدلة محظور .... والأَوْلى بالشيخ إذا رأى المريد يجنح [1] أيضًا ج2 ص 128. [2] كفاية الأتقياء ومنهاج الأصفياء للدمياطي ص 106 ط أيضًا كتاب ((الأنوار)) لأبي القاسم الصقلي نقلا عن الكفاية ص 106. [3] ((طبقات الشعراني)) ج1 ص84 طبعة قديمة 1305هـ. [4] ((الفتوحات الإلهية)) لابن عجيبة الحسني ص 119 ط عالم الفكر القاهرة.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 129